صرح هذا اليوم، رئيس الوزراء الاسرائيلي في كلمة له امام رئيس الموساد الجديد؛ بان اسرائيل اذا ما اضطرت وارجو ان لا يحدث هذا، بين علاقة الصداقة مع الصديقة الكبيرة، الولايات المتحدة وبين الهديد الوجودي، فان اسرائيل سوف تختار القضاء على هذا التهديد الوجودي. ان هذا التصريح موجه بالدرجة الاولى والاهم الى الداخل الاسرائيلي اكثر منه الى الفعل الحقيقي. اسرائيل لا تستطيع بالقيام باي خطوة، على هذا المستوى العالي جدا من الخطورة، بمعزل عن الراي او الارادة الامريكية، ومن دون التنسيق مع حليفها الامريكي، وداعمها الاساسي، فهذا امر لا يمكن لأي رئيس وزراء اسرائيلي الاقدام عليه. نقول ان هذا التصريح موجه للاستهلاك الداخلي في وقت يتعرض فيه؛ نتنياهو الى الاقصاء من المشهد السياسي في اسرائيل، وربما اكثر من هذا؛ بمثوله امام المحاكم الاسرائيلية بتهم الفساد واستغلال المنصب. وزير الدفاع الاسرائيلي، بيني غنتس، لم ينتظر كثيرا، وايضا رده موجه الى الداخل الاسرائيلي، فقد قال؛ ان الخلاف مع الولايات المتحدة، الداعم الاساس لأمن اسرائيل وسر قوتها، وان ادارة بايدن كبر داعم لأمن اسرائيل؛ لا يمكن حله بالتحد، بل بالتشاور في الغرف المغلقة كما جري في كل مرة. في الوقت ذاته؛ اُعلن عن زيارة لوزير الدفاع الاسرائيلي الى الولايات المتحدة ليلتقي وزير الدفاع الامريكي، ورئيس الادارة الامريكية. ربما ان الامر برمته بالإضافة الى انه موجه للاستهلاك الداخلي، لكن التسليط الاعلامي عليه، لا يعدوا كونه، يحمل رسائل للتأثير النفسي على صانع القرار في طهران، خصوصا وانه جاء في وقت اشتداد المفاوضات بين ايران والقوى العالمية الكبرى حول الصفقة النووية، لانتزاع تنازلات منها اي من ايران، للوصول الى توافق لعودة كل من ايران والولايات المتحدة للالتزام ببنود الصفقة النووية. مواقع اللا الاسرائيلي الخبري، اوضح؛ ان استدعاء وزير الدفاع الاسرائيلي الى واشنطن على جناح السرعة؛ هو للحيلولة دون قيام نتنياهو بمهاجمة ايران، لمنع سقوطه او ابعاده من المشهد الساسي في اسرائيل. هنا نسأل هل هناك عاقل في اسرائيل يفكر في توجيه ضربة الى ايران او ضربات على مواقع مدفونه في اعماق قاعدة الجبال، ثم وهذا هو الاهم والاخطر، ان يفكر في مهاجمة ايران في ظرف دولي واقليمي ملتهب جدا، وهو وبالذات الظرف الاقليمي ليس ملتهب فقط، بل هو في غاية الخطورة، وهو ايضا، وفي هذا الاطار يشكل برميل بارود قابل للاشتعال بقدحة نار، مما يؤدي الى تداعيات خطيرة جدا، تشمل جميع دول المنطقة، وفي الصدارة دول الخليج العربي، والقواعد الامريكية فيها. ان هذه الحقيقة يفهمها ويعرفها جميع الساسة الاسرائيليين بما فيهم، نتنياهو. عليه، فان هذا التصريح، ما هو الا؛ رسائل للتأثير النفسي في الاساس، ولكنه في الوقت عينه، موجه كما اسلفنا القول فيه قبل سطور قليلة؛ الى الداخل الاسرائيلي. ثم ان الجانب الايراني ليس من السذاجة حتى تنطلي عليه هذه اللعبة، وهو الذي يمارس السلطة منذ اكثر اربعة عقود، بما تحمل من تراكم الخبرة، في ادارة الازمات في المحيطين الدولي والاقليمي. عليه فهي لعبة فاشلة في الاول والاخير. انما من الجانب الثاني، وبما يؤيد ما ذهبنا اليه، وبما يتناقض مع ايضاح موقع اللا الخبري الاسرائيلي؛ هو تصريح موفد هذا الموقع الاسرائيلي، والذي مفاده؛ من ان استدعاء وزير الدفاع الاسرائيلي الى واشنطن، هو لغاية بحث القبة الحديدية، وتعويض ما فقدته من مخزونها من الصواريخ، بالإضافة الى بحث المساعدة العسكرية الامريكية، الى اسرائيل. انها لعبة اعلام مبرمج وموجه؛ وهنا نقصد التغطية الاعلامية لتصريح نتنياهو، الذي قصد فيه؛ التأثير على الداخل الاسرائيلي، ولم يقصد وبكل تأكيد؛ تحويل القول الى فعل حقيقي. انما الاعلام حمله ما لا يحمل في جوهره.