23 ديسمبر، 2024 3:43 ص

التهديدات الايرانية تنجح في العراق و المنطقة

التهديدات الايرانية تنجح في العراق و المنطقة

التراجع”الملفت للنظر” الذي أبداه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخصوص الموقف المتشدد الذي أعلنه الرئيس الايراني روحاني بمنع تصدير النفط من بلدان المنطقة في حال منع تصدير النفط الايراني، لم يستمر طويلا حتى عاد جهاز الحرس الثوري ليٶکد ماکان الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس الارهابية قد أکده بمنع تصدير النفط من جانب بلدان المنطقة، في إشارة واضحة لغلق مضيق هرمز، لکن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، قال بأن البحرية الأميركية مستعدة لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة، وذلك بعدما هددت إيران بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز، إذا حظرت واشنطن مبيعات النفط الإيراني.
هذا التضارب والتناقض في المواقف الايرانية المعلنة، تبين بصورة أو أخرى حقيقة التخبط الذي بات يطغي بصورة أو أخرى على السياسة الايرانية ولاسيما بعد أن إزدادت الضغوط ولم يعد بوسع النظام الايراني مواجهتها والحد من تأثيراتها، وإن المواقف المتشددة و المتعنتة من جانب النظام هي أشبه بمواقف يائسة أو حتى إنتحارية يتم دفع هذا النظام إليه لکن مع الاخذ بنظر الاعتبار بأنه لو إنساق معها فإنه سيضع نفسه في مجرى تيار سريع لايمکنه أبدا من وقف إنجرافه معه.
التهديدات الايرانية التي أثبتت الاحداث والتطورات الجارية على مر 4 عقود، من إنها کانت تجدي نفعا دائما مع بلدان المنطقة، يجب على بلدان المنطقة أن تتابع وعن کثب مجريات الامور المتداعية عن تهديد الرئيس روحاني بغلق مضيق هرمز، والى أين ستصل، رغم إن کل الدلائل والمٶشرات تسير بإتجاه في غير صالح النظام الايراني الذي يواجه الان أوضاعا صعبة لاتمکنه من أن يلعب هکذا لعبة خاسرة بأن يغلق مضيق هرمز”رغم عدم قدرته بذلك أبدا”، خصوصا وإن الشعب الايراني لم يعد يتجاوب ويتناغم مع طموحات وأطماع هذا النظام التي لانهاية لها، بل وإنه يسعى من أجل إسقاط النظام وتغييره ولذلك فإن إقدام النظام على تنفيذ تهديداته هذا سوف يتم بمنأى عن دعم وتإييد الشعب الايراني الذي لامناص من الاعتراف بأنه قد إصطف الى جانب ألد خصوم النظام”منظمة مجاهدي خلق”في الانتفاضة الاخيرة التي لازالت مستمرة.
هذه التهديدات”الفارغة”والتي هي للإستهلاك الاعلامي والسياسي الصرف، يجب على بلدان المنطقة والعراق الانتباه لها جيدا وأخذها بنظر الاعتبار وعدم الانجراف خلف التهديدات المستمرة لهذا النظام الموجهة لهذا الطرف أو ذاك، فقوة هذا النظام کانت ولاتزال في ضعف و تهاون مقابله وکلما کان هناك عزم وإصرار لمواجهته فإنه يعود القهقري الى الخلف.