17 نوفمبر، 2024 12:47 م
Search
Close this search box.

التهافت على التطبيع مع إسرائيل ذبح للإسلام

التهافت على التطبيع مع إسرائيل ذبح للإسلام

(( ليس من المستغرب أن يكون في قادم الأيام بعد عملية التطبيع هذه وهذا التهافت لبعض الشعوب العربية وحكامها للكيان الإسرائيلي وإقامة العلاقات السياسية والتجارية وفتح أبواب بلدانهم نحوه أن يكون المشروع الصهيوني القادم هو تطبيق لما جاء في العهد القديم من أنهم سيدخلون الأرض المقدسة المباركة التي وعدها الله تعالى لهم كما جاء في القرآن الكريم ( يا قوم أدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) سورة المائدة آية 21 وقد يطرحوها على عقول الجهلة والذيول وإقناع العرب والمسلمين بأن هذه الأرض المقدسة هي تلك المدينة المقدسة والأرض المباركة قبلة المسلمين وأشرف بقاع العالم هي مكة المكرمة بعد ترويض عقول الأجيال القادمة بعد أبعادها عن عقيدتها ودينها وجعلها ثاني قبلة لهم بزعمهم وإعادة أمجادهم وتأريخهم الديني والتجاري في شبه الجزيرة العربية . وقد تكون العاصمة الدينية لهم بعد هذا الانفتاح المخزي والمقلق للذين يدعون امتلاك النظرة الواسعة البعيدة عن التعصب الطائفي والإنساني على حد زعمهم وفهم ثقافات الشعوب الأخرى ومنها اليهودية الصهيونية من خلال الترويج الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي بغطاء حكومي مبرمج من حكام العرب الذين يديرون في فلك اليهود ومؤامراتهم . ليس من الصعب أن يكون هناك مشروع عربي إسلامي مغرض على المدى القريب والبعيد لتأويل السور القرآنية المذلة لليهود والمذمة لأخلاقهم وإعادة تفسيرها ضمن المنطق الصهيوني كحركة دينية متطرفة مسئوليتها ضرب الإسلام وعقيدته . كيف يُعقل عند مخاطبة ألوا الألباب أن مشروع التقارب والتطبيع مع إسرائيل المفتح الأبواب لا يصب في مصلحة الشعوب العربية وهي تعلم أن اليهود يعرفون أنهم أمة ملعونة ومكروهة ومُحذرا منها على لسان القرآن الكريم والذي يعرفه ويقرأه اليهود في كل يوم عدة مرات ويعرفون ما فيه ويتدارسونه فيما بينهم ويثقفون أبنائهم وأجيالهم ضده ويعرفون صفاتهم الذميمة وآثارهم على الأقوام والمجتمعات الأخرى كما جاء في الآيات من سور القرآن ( لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) سورة البقرة الآية 120 و( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحبائه قل فلم يعذبكم .. ) سورة المائدة الآية 18 و( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض …. ) سورة المائدة الآية 51 و( وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا … ) سورة المائدة الآية 64 و ( أكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم …… ) سورة البقرة الآية 100 و( ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ….. ) سورة المائدة الآية 82 وكذلك ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ….. ) سورة المائدة الآية 13. كما بين في القرآن الكريم صفاتهم متطابقة مع شخصيتهم ومعيشتهم وتعاملهم مع الآخرين منها ( معرفة الحق وكتمانه – البخل الشديد – أكل أموال الناس بالباطل والتعامل بالربا والسحت الحرام – جبنهم الشديد والخوف – خيانة العهود والمواثيق – تحريف الكلام عن مواضعه – الفساد في الأرض – قتلهم العلماء والصالحين ) . لقد عملوا جاهدين وعلى مر العصور في طمس ومحاربة وتدمير الثقافات العربية والإسلامية بشتى الوسائل المتاحة لديهم الشريفة والغير شريفة وكان التأريخ خير شاهد عليهم من المؤامرات والدسائس التي قامت بها الحركات الصهيونية المتطرفة والسياسية التي تصب في المشروع اليهودي الصهيوني في العالم للسيطرة عليه وإعادة هيمنة الديانة اليهودية المحرفة للواجهة ثانية وقيادته , وما نراه اليوم على مستوى الشارع العربي والمجتمعات العربية والإسلامية من تدهور في سياسة الدول والانحدار الخلقي والثقافي والفكري والابتعاد عن الدين وعقائده من خلال تشويهه والدس فيه وتحريفه وجر الشباب وهو عمود وعصب المجتمع وقاعدته بحبال المكر والخديعة وتزيين الأمور لهم للإيقاع بهم في مستنقع الرذيلة والعقائد المنحرفة المشككة للإسلام ومبادئه والضرب عل وتر الطائفية المذهبية والقومية لينفذوا ما لم يتمكنوا منه في زمن النبي محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل السلام ولا بعده في النيل من الإسلام وعقيدته من الداخل والخارج بمؤامراتهم الخبيثة لكن بجهود الانبطاحين والمنتفعين تمكنوا منه خارجيا والآن بدأت المرحلة الداخلية من خلال حرصهم على تفتيت وحدة الصف العربي وكسر أرادت شعوبه وتدمير وتشكيك في عقيدته وكسر الروح الوطنية والروح المعادية لليهود وحركاتهم الصهيونية وقد أفلحوا في تمرير مشروعهم التطبيعي في تمزيق الأمة العربية ونسيجها من الداخل نفسيا واجتماعيا وسياسيا وعقائديا بتخطيط وعمل دءوب معد له بعناية ونفس عميق طويل الأمد وقد وصلنا إلى نتاجهم قد وصل إلى مرحلة حصاد ثماره فعلا العرب والقسم الأعم منهم الذين يلهثون وراء التطبيع وفتح أبواب بلدانهم مشرعة أمام الغزو الصهيوني اليهودي بهذا التهافت المذل وهم يعلمون أن اليهود لن ينسوا أن نهايتهم الدنيوية ستكون على يد المسلمين والمؤمنين وعدا من الله تعالى لا ريب فيه مكتوبا في قرآنه الكريم ( وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ….. ) سورة الإسراء الآية 4 و( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباد لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ) سورة الإسراء الآية 5 وكذلك ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة …. ) سورة الإسراء الآية 7 فكيف نقنع هؤلاء القوم أن اليهود يطمئنون لنا ونطمئن لهم ونأمن غدرهم وهم يسمعون كلام الله تعالى يتلى بين أظهرهم في كل يوم مئات المرات علما أننا لا ننكر التعايش السلمي مع كل المجتمعات المجاورة والتي تختلف معنا بالدين والعقيدة والمذهب حتى ولو كانت أديان منحرفة عن الأصل والمضمون والعيش معهم بسلام تام كل له دينه وعقيدته فالدين لله وحده يحاسب عليه هو حده أما العلاقات الاجتماعية يجب علينا أن نكون حذرين في التعامل معها وفق احترام العقائد والأديان بدون التدخل في شؤون البعض لكن الواقع يقول غير ذلك من طرف الصهيونية والكيان الإسرائيلي والحركات الدينية المتطرفة لهم التي تسعى جاهدة في تدمير الفكر والعقل والعقيدة والحضارة الإسلامية وطمس حضارتها .) ضياء محسن الأسدي

أحدث المقالات