23 ديسمبر، 2024 9:42 م

التنمية وملفات الفساد وفساد بعض ملفات الفساد ؟

التنمية وملفات الفساد وفساد بعض ملفات الفساد ؟

في البدء لابد من القول : لاتنمية مع الفساد
ولا خلاص من الفساد مع وجود بعض فساد ملفات الفساد ؟
وهذا التمحل يجعلنا نستذكر قول الشاعر :
بليت بأعور فأزداد همي
             فكيف أذا بليت بأعورين ؟
وألاعور ألآول  هو ملفات الفساد , وألاعور الثاني هو فساد بعض ملفات الفساد ؟
والمثل الذي ينطبق علينا هنا هو وجود ظاهرة ” حاميها حراميها ”
والمعضلة هنا : من أختار هذا ” الحامي ” ” الحرامي ” ؟
هل هي صناديق ألانتخاب ؟
أم مكاتب ألاحزاب ؟
 أم رؤساء الكتل ؟
أم الجهات النافذة ألاخرى ؟ وهي على الشكل ألاتي :-
1-  الحكومة
2-  مجلس النواب
3-  مجالس المحافظات وألاقليم بئاسته وحكومته ومجلس نوابه
4- الهيئات المستقلة
هذه الحواضن أصبحت جاذبة للفساد وغير طاردة للفساد وللآسباب التالية :-
1-  سكوتها عن التزوير بل محاولة تشريع قانون يعفي المزورين
2-  دفاعها عن الفاسدين من خلال تغطيتهم وفتح منافذ لهم للتسرب الى حقول ألاستثمار مثل شركات , مقاولات , تعهدات , خطابات ضمان وصيرفة وعمولة ؟
3-  ونتيجة لذلك السكوت المريب , والدفاع غير البرئ أصبح العراق مطوق بشرنقة من العملاء تجوب دوائر الدولة ومؤسساتها تفتح لها الحواجز والسيطرات بهويات تحمل لهيب الخطورة وألامتياز المعزز بالسطوة التي تجعلها تدخل أي مكان تريد وتصل الى أي جهة ممنوع الوصل اليها .
4-  وأصحاب ألامتيازات هؤلاء أصبحوا أسماء مخيفة لايقوى الوزير على رد طلبها , ويستقبلها وكيل الوزير بخضوع تام ويتلقى المدير العام تعليماتها طمعا بالرضا وعدم العقوبة ؟ وينفذ المحافظ ماتريد , ويتبارى أعضاء مجالس المحافظات لآستقبالها , وأعضاء مجلس النواب لصحبتها في الزيارات خارج العراق , ولذلك كثرت مشاهد ألاستضافات الفضائية للبعض من هؤلاء من خارج العراق حتى أصبحت عمان بؤرة أنطلاق تتصل بألآمارات والسعودية والقاهرة ولندن وطهران ولا ننسى بعض الولايات ألامريكية فالبعد هنا ليس مشكلة لمن يمتلك ” ألايفون 4 , 5 ” مع السيولة النقدية الجارية في كل البنوك والمصارف التي يتوزعها ألاقليم والعالم , فأحد أبالسة البورصة والسمسرة الجديدة الذي يعمل من خلف موقع رئاسي سجلت له المكالمة التالية على الموبايل يقول فيها :” يقولون عندي مليارات من الدولارات ؟ والله ماعندي غير مئة مليون دولار ؟
ونقل أحد الذين كان مقربا من أحدى الرئاسات وأبعد عنها قوله:
” أن أحد المقربين من موقع رئاسي والذي يمثله في بعض المناسبات قوله : أنا مفتاح الرئاسة الفلانية فكل ماتريدون لايتحقق ألا من خلالي وعن طريقي ” ولذلك تكدست عنده طلبات السماسرة والمقاولين والمستثمرين والموسورين من أصحاب الحاجات الملحة حتى عرف بالكذاب ألاشر ؟
لهذه ألاسباب خيم الفساد على الدولة والحكومة ومؤسساتها ولم تعد تنفع لجان المراقبة والنزاهة في مجلس النواب لآنها مخترقة ولم تنفع لجان أخرى لآنها تعاني من نفس العلل وألامراض , ولم تعد هيئة النزاهة أكمال مهمتها لوصول الداء اليها , ولم يعد القضاء قادرا على أتمام رسالته لوجود نفس ألاعراض التي أصيبت بها بقية الجهات والهيئات والمؤسسات , وهناك معضلة للفساد مستعصية بحكم الحالة ألامنية وخصوصيتها ومن يمثلها ظل يرتع كما يريد ويصطاد من يريد من غنائم السرقة للمال العام سواء بالمشتريات التي لاتلاحقها ألا العين السحرية وهي غير موجودة عند البشر وتظل خائنة ألاعين وما تخفي الصدور ليس بمستطاعة بالقدرات البشرية المحدودة .
أن عيونا لاتشبع من النظر لماحرم الله , وبطونا أدمنت أكل السحت لما تجد وتطلب مالاتجد وأصبحت من أهل القرار لايؤتمن منها مال ولا عرض ولادم يحلله الزائف من الشعار ؟
وأن أيادي  تطاولت وأمتدت الى مالايجوز وهي لاتفرق بين الفتى والفتاة والعجوز , وتتخذ من فنادق بغداد ذات الخمسة نجوم مأوى لها في أخر الليل حيث تقتنص الخلوات في البارات والملاهي المليئة بالحسناوات , هذه ألايادي لايمكن أن تكون وصية على أمن الناس لآنها تعمل على بوصلة الوسواس الخناس , وتهجر كل شيئ في سبيل ألايناس , ولاتبالي أن أصاب البلد الخراب وألافلاس , فمدخراتها أصبحت في الخارج تعد بألاكداس ؟
لهذا فالتنمية في العراق متوقفة , ومشاريعها مؤجلة الى أن يتخلص العراق من الفاسدين ومن ملفات الفساد ومن فساد بعض ملفات الفساد , ومن رقابة المفسدين , ومن خطب الذين أكتنزوا من وراء الفساد ووصلوا الى ماوصلوا اليه من خنادق الفساد وأعتلوا ظهر مايقفون عليه بمستلزمات الفساد , وحجوا وأعتمروا بطرق الفساد , وأنتخبوا بمال الفساد , وأستوزروا بعمولة الفساد , وأستثمروا بربا الفساد , وتوضأوا بماء الفساد وتيمموا بتراب الفساد , وحلفوا بلغة الفساد وأقسموا بنية الفساد وتعاهدوا على ولاية الفساد وأخلصوا لآئمة الفساد , وأتبعوا رؤساء الفساد .
هؤلاء جميعا لايرتجى منهم حصاد لغلة تطعم العباد , وأنما يخشى منهم عواصف الرماد وهلاك العباد  وفضيحة ألاوغاد
فهم همزة الشيطان ووسوسة أبليس  ورنة الخلخال في عسعسة الليل وجنة الظلام , وهواجس النفس التي لاتعرف الحلال والحرام كتلك الغانية اللعوب التي تقول : لاأشغل نفسي بالحلال والحرام , لآنها أصبحت كفاقد الشيئ لايعطيه ؟
أو كناقر على الطبلة بين الطرشان , وموقد الشمعة بين العميان هذا حال المصلحين في وسط المفسدين والذين ران على قلوبهم فهم يعمهون , أو كالذين سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون * ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم *
ولنا من قدرة الله الفرج وعلينا بذل ألاخلاص والطاعة فهي مفتاح تغير الجماعة ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]