8 أبريل، 2024 2:39 م
Search
Close this search box.

التنشئة السياسية والانتخابات

Facebook
Twitter
LinkedIn

التنشئة السياسية عملية تطورية يكتسب من خلالها الأفراد معلومات ومواقف وسلوكاً من البيئة السياسية المحيطة بهم ، أما روبن “Rubin” فيقدم تعريفاً آخر لمصطلح التنشئة السياسية أكثر دقة من التعريف السابق وهو أنها عملية تطورية من خلال وسائل اجتماعية متعددة يكتسب بها الفرد معلومات وينشئ بها مواقف تساعده من فهم الأشخاص والمؤسسات والأشياء الأخرى في البيئة السياسية.
أن المواطن في المجتمعات المعاصرة يتعرض وعلى نطاق واسع ومستمر لفقرات ومضامين وتعليقات لها طابع سياسي تحمله إليه البيئة السياسية، ويكاد لا يمر يوم دون أن تظهر هذه المضامين السياسية في تلك البيئة من خلال تأثرها بوسائل الاتصال، إضافة إلى ذلك فأن التصرفات ومظاهر السلوك السياسي ذات طابع اتصالي في الأساس، ووفقاً لهذا المنظور فأن ثقافة الفرد السياسية واطلاعه على ما يستجد من آراء تتعلق بالقضايا السياسية على الصعيدين المحلي والخارجي، وبالذات الانتخابات وهي نتاج ما يقع من أحداث في البيئة السياسية وتحملها إليه وسائل الاتصال المتنوعة لمعرفة ما يستجد على الساحة السياسية.
ومدى هذه الرؤية تؤكد أن الفرد يتابع ما يحدث بعد وقوع الحدث السياسي عبر وسائل متعددة ضمن البيئة السياسية التي تتابع تطورات هذا الحدث وتقدمها، ولا شك في أن هذا الحدث تفسره وتوضحه تلك البيئة من أجل أقناع الرأي العام به، وقد يسبق هذا الحدث حملة خطابية تحاول تهيئة الجمهور لقبوله.
كما تؤثر التنشئة السياسية في ملكية وسائل الاتصال، وفي محتوى الرسائل والقائمين بالاتصال والثقافة المستخدمة، فالمواطنون لابد وأن يكونوا قادرين على توصيل رغباتهم ومطالبهم إلى الحكومة، وبالتالي على الحكام أن يكونوا قادرين على توصيل قراراتهم إلى المواطنين وتبريرها لهم بهدف نيل رضاهم.
ولذلك نجد أن الدساتير السياسية في المجتمعات الديمقراطية اشتملت على بنود كثيرة ضمنت هذه الحقوق للمواطن وصاغت نظمها في ضوء ذلك لأن العلاقة بين البيئة الانتخابية والنظام السياسي علاقة مهمة، تتجدد بشكل واضح في هذا الإطار.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب