23 ديسمبر، 2024 6:06 م

التنافس السعودي –  الايراني – الامريكي  في العراق الى  اين؟ !

التنافس السعودي –  الايراني – الامريكي  في العراق الى  اين؟ !

يظهر ان السياسة الامريكية في العراق قد تحولت من سياسة الاحتواء الكامل الى سياسية العمل بالنيابة من خلال ادراك الرئيس اوباما  ان الاستراتيجية الامريكية في العراق قد تحققت في اسقاط نظام صدام حسين وبالتالي ما جدوى استمرار بقاء القوات الامريكية في العراق لا سيما وان دول الجوار الاقليمي باتت قلقة من تواجد اكثر من (180) الف مقاتل امريكي على حدودها فضلاً عن تدخل هذه الدول ودعم الجماعات المسلحة التي تطالب بخروج القوات الامريكية لانها سوف لن  تحقق الا مزيداً من الدم والاضطرابات في المنطقة ، فضلاً عن قناعته ان اللاعبين  السعودي و الايراني اضحىا اكثر تأثيراً وفعالية من قواته في العراق . فكانت اتفاقية الاطار الاستراتيجي الا حفاظاً على ماء وجه الراعي الامريكي فأنسحبت القوات الامريكية غير مأسوفاً عليها وما خلفته من ويلات وآلام للشعب العراقي . ان قناعة الجانب الامريكي بالتدخل السعودي والايراني  ما يبرره لايجاد حالة من التوازي . ورداً على التحول الامريكي سارعت السعودية  الى دعم الجماعات المسلحة ومغازلة التنظيمات الارهابية لا سيما تنظيم القاعدة بمضاعفة عملياته الارهابية  في كافة ارجاء العراق  وبالتالي انعكس سلباً على الاوضاع في العراق وتصاعدت وتيرة العنف ، وقد فتحت الجبهة السورية على مصراعيها  واعتبرت التنظيمات الارهابية ان الساحة العراقية امتداداً للساحة السورية . امام هذه التطورات لابد ان يتجه العراق الى مخرج من هذا النفق المظلم فكان هناك عرضان احدهما  ايراني والاخر سعودي  لتقديم الدعم العسكري وبسط الامن في العاصمة بغداد خلال فترة يتم تحديدها مقابل شروط على الحكومة العراقية تنفيذها  ، وبعد دراستهما رفضت الحكومة العراقية العرضين  لا سيما العرض السعودي الذي كان استفزازياً وتدخلاً واضحاً ، فضلاً عن  استقطاب الشباب العراقي وتعبئتهم طائفياً  مما حفز الجانب الامريكي على مراجعة اتفاقية الاطارالاستراتيجي بشأن تزويده بالاسلحة والمعلومات الاستخباراتية وبالتالي قبول الولايات المتحدة على طلبات العراق فيما يتعلق بهذه الاتفاقية والاستعداد على نشر مستشارين في مجال الارهاب واستخدام الطائرات المسيرة بدون طيار لمتابعة وضرب اوكار الارهابين . ان اقدام الولايات المتحدة لتقديم الدعم المعنوي واللوجستي لمحاربة الارهاب يأتي من خوفها وهواجسها من تعاظم النفوذ الايراني والسعودي  في العراق  والتنسيق العالي في الاونة الاخيرة بين الحكومتين العراقية والايرانية  في مجال مكافحة الارهاب وحرص ايران على اثبات حسن نيتها في مساعدة العراق بالخروج من محنته ومواجهة الارهاب بعدما تركته الولايات المتحدة عارياُ لا يملك من المعدات والتقنيات التي تواجه مثل هذا العدو الشرس . اعتقد مهما كان التنافس على ارض العراق بين الدول الاقليمية وامريكا  ان كان يصب في مصلحته فلا ضير ورُب ضارة نافعة    .