بعدما ادرك اوباما ان الاستراتيجية الامريكية في العراق قد تحققت في اسقاط نظام الحكم في العراق .وان استمرار بقاء القوات الامريكية لا يحقق الا مزيداً من الدم والاضطرابات في المنطقة ، فضلاً عن قناعته ان اللاعب الايراني اضحى اكثر تأثيراً وفعالية من قواته في العراق . فكانت اتفاقية الاطار الاستراتيجي الا حفاظاً على ماء وجه الراعي الامريكي فأنسحبت القوات الامريكية غير مأسوفاً عليها وما خلفته من ويلات وآلام للشعب العراقي .ورداً على رفض العراق بقاء عدد من المستشارين واعطائهم الحصانة الكاملة امتنعت الولايات المتحدة تزويده بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية لمتابعة التنظيمات المسلحة وتحديد عملها في العراق . وكان احد تداعيات الامن هي الازمة السورية والتعاون الاقليمي في مد التنظيمات الارهابية بالمال والسلاح لاسقاط النظام السوري وبالتالي انعكس سلباً على الاوضاع في العراق وتصاعدت وتيرة العنف واعتبرت التنظيمات الارهابية ان الساحة العراقية امتداداً للساحة السورية وتوحيد ما يسمى بدولة ( العراق والشام ). امام هذه التطورات لابد ان يتجه العراق الى مخرج من هذا النفق المظلم فكان العرض الايراني لتقديم الدعم الامني للحكومة العراقية وبسط الامن في العاصمة بغداد خلال فترة يتم تحديدها ،مما حفز الجانب الامريكي على مراجعة اتفاقية الاطارالاستراتيجي بشأن تزويده بالاسلحة والمعلومات الاستخباراتية وبالتالي قبول الولايات المتحدة على طلبات العراق فيما يتعلق بهذه الاتفاقية والاستعداد على نشر مستشارين في مجال الارهاب واستخدام الطائرات المسيرة بدون طيار لمتابعة وضرب اوكار الارهابين . ان اقدام الولايات المتحدة لتقديم الدعم المعنوي واللوجستي لمحاربة الارهاب يأتي من خوفها وهواجسها من تعاظم النفوذ الايراني في العراق والتنسيق العالي في الاونة الاخيرة بين الحكومتين العراقية والايرانية في مجال مكافحة الارهاب وحرص ايران على اثبات حسن نيتها في مساعدة العراق بالخروج من محنته ومواجهة الارهاب بعدما تركته الولايات المتحدة عارياُ لا يملك من المعدات والتقنيات التي تواجه مثل هذا العدو الشرس . اعتقد مهما كان التنافس على ارض العراق بين الدول الاقليمية وامريكا ان كان يصب في مصلحته فلا ضير وربما ضارة نافعة لنخرج من عنق الزجاجة التي ادخلونا فيها كفخ قصير الامد لبيان رد فعل الحكومة والشعب ازاء ما يحدث من قتل وارهاب وعمليات نوعية من قبل الارهاب وحواضنه في كافة ارجاء العراق .