19 ديسمبر، 2024 12:44 ص

التناصر من غرائز الاحياء في عالمنا هذا

التناصر من غرائز الاحياء في عالمنا هذا

حتى الحيوانات تهرع وتفزع لبعضها عندما يقع احد من اجناسها ضحية لحيوان مفترس ونراها تتعاضد وتتساند لنصرة بعضها البعض كما شهدنا وألفنا ذلك بفيديوات على منابر ومواقع  التواصل الاجتماعي. وقد شهدنا مؤخرا قطيع من الجاموس اجلكم الله يهب لإنقاذ جاموسة وقعت ضحية لاحد الأسود في غابة ما وكيف تمكن القطيع من انقاذها وهروب المفترس الشرس الذي اجبن امام قدوم هذا القطيع وفر هاربا لإنقاذ حياته من نطحات قرون  هذه الحيوانات العملاقة تمكنت . الضحية عندها من الإفلات من خطر الافتراس. فما بال اهل لغة الضاد يتركون أهالي غزة العزيزة على قلوبنا لمفترس شرس. هكذا وهب االله ا لخالق عز وجل مخلوقاته بغريزة التضامن والتراحم والتناصر  في وقت الشدائد بالذات.

واحيانا نرى التناصر يأتيك من احياء أخرى من غير جنس الضحية المهددة بخطر ما او ضراوة فاعل ما وقد يكون الناصر والمنقذ هو الانسان المنسوب الى ارض ما منسوبا بياء النسبة كما علمنا النحويون العرب في اللغة العربية فنرى الاسباني واليابانيوغيرهم من قوميات واديان وطوائف أخرى يتظاهرون احتجاجا على االافعال غير الإنسانية لإسرائيل منددين بمجازرها في غزة من خلال قصف المدنين العزل وتخريب كل ما وقعت عليه اعين جيش الإرهاب الإسرائيلي وليس جيش الدفاع الإسرائيلي(IDF )

والان ما يجري في المنطقة العربية على مدى أسابيع وقد تكون اشهر وسنين كما  ادعى وزير الدفاع الإسرائيلي  ونحن نرى مذابح في فيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي لأناس من جنسنا وديننا  ومن مختلف الفئات العمرية أطفال ونساء وشيوخ  يذبحون ونرى منازل وبنايات ومستشفيات وبنى تحتية أخرى تهدم بمختلف أنواع الأسلحة الجوية والبرية. كل هذا يقع امام اعيننا ونحن نمتلك مقومات الرد ولا نتحرك الا القيل منا من أصحاب الضمائر الحية. و(النتن ياهو) رئيس وزراء اسرلئيل مسنود باقوى دولة في العالم لا يبالي بالدعوات لايقاف العمليات الحربية وعدم سلوكه طرق اخرى لحل المشاكل التي خلفها لنا اسياده وحقن الدماء التي تسفك على مدار الساعة.

حتى الأمم المتحدة – المنظمة الأقوى في العالم بمجلس امنها وجمعيتها العامة أصبحت عاجزة ولعبة بيد إسرائيل او لنقل انها أصبحت لاتعني لها شيء وتتحدى حتى  امينها العام وتعرقل عمله وتدعوه للاستقالة لانه قال كلمة حق بشأن المساعدات الإنسانية لسكان غزة بالإضافة الى دعواته السلمية. وحتى الإدارة الامريكية الحالية والتي يتصدرها رئيس من الحزب  الديمقراطي  لايتمتع بدعم شعبي قوي ويبدو ان ادارته للسياسة الخارجية غير حاسمةوغير سليمة ويخضع لاهواء ورغبات اللوبي اليهودي القوي في الكونغرس الأمريكي ولايستطيع مخالفة مسار ذلك اللوبي المناصر كليا لإسرائيل.

يبدو من كل هذا ان العالم اليوم باجمعه وليس العرب فقط عرضة لهزات سياسية دولية قوية.  وواقع الحال ينذر باننا مقبلون على وضع غير مريح اطلاقا. فهناك الحرب الروسية-الأوكرانية والحرب في غزة وإمكانية توسع نطاق هذين الحربين الاقليميتين وظهور حروب مكملة لهما في اسيا وافريقيا والشرق الأوسط المشتعل حاليا ممهدة  لحرب عالمية  أخرى والأسباب على الأقل ثلاثة في اعتقادنا : ضعف الإدارة الامريكية الحالية وتخبطها قي ميدان السياسة الخارجية بالذات واستياء داخلي – وضعف المنظمة الدولية وتمادي إسرائيل  صنيعة الغرب ومدللة أمريكا التي يحدد مسارها اللوبي اليهودي .

المطلوب حاليا الوقوف بوجه المعتدي ومناصرة المعتدى عليه مهما كان جنسه والأولى بهذه المناصرة ان تاتي من أبناء جنسه او اخوانه في العقيدة او في  الإنسانية الحقة واذا انعدم ذلك فقرأ على عالمنا هذا السلام.