23 ديسمبر، 2024 5:20 ص

التميمي….القتال حتى الرمق الاخير

التميمي….القتال حتى الرمق الاخير

عدي التميمي, شاب لم يكمل عامه الثالث والعشرون, اتخذ طريق المقاومة المسلحة سبيلا لكبح جماح العدو الصهيوني, وإحداث نقلة نوعية في جمهور الشباب الفلسطيني الذي يفتقد الى ابسط سبل الحياة, الذي يعيش مآس متكررة, على غير العادة اختار ان يواجه العدو في مكان مفتوح بسلاحه الشخصي بعيدا عن السكان لئلا تصيبهم اعمال عنف جائرة, سقط شهيدا برصاص الصهاينة يوم الخميس(19 أكتوبر 2022) قرب مستوطنة “معاليه أدوميم” المقامة على أراضي المواطنين شرق مدينة القدس المحتلة.، على مرأى ومسمع العالم المتحضر, ربما يعتبرونه ارهابي, لكنه في حقيقة الامر انسان مناضل ابى الضيم والجور.
كشف النقاب، عن رسالة خطية كتبها الشهيد عدي التميمي قبيل استشهاده، وبعد أن نفذ عمليته في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة جاء فيها: “أنا المطارد عدي التميمي من مخيم الشهداء شعفاط.. عمليتي في حاجز شعفاط كانت نقطة في بحر النضال الهادر، أعلم أني سأستشهد عاجلاً أم آجلاً، وأعلم أني لم أحرر فلسطين بالعملية. ولكن نفذتها وأنا أضع هدفاً أمامي، أن تحرك العملية مئات من الشباب ليحملوا البندقية بعدي”.
نتمنى ان يكون اجتماع الفصائل الفلسطينية في الجزائر, بادرة خير وانهاء للفرقة بينهم وتوحيد رؤاهم ورص صفوفهم, وتسخير ما يتوفر من امكانيات لأجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وانتهاج الكفاح المسلح بعد ان تأكد للجميع ان الانخراط في التسويات السياسية( بدءا من كامب ديفيد مرورا باسلو) لم تجد نفعا بل ساهمت في تفتيت الارض عبر اقامة بؤر استيطانية يتم الربط فيما بينها لاحقا لتشديد الخناق على بقية الاراضي ليتم بالتالي ضمها.
لئن كانت دعوة التميمي موجهة بالدرجة الأولى الى شباب فلسطين الذي يعاني منذ مجيئه الى البسيطة شتى اصناف العذاب والظلم منذ اكثر من سبعين عاما, الا ان الدعوة تعتبر موجهة الى الشباب الذين يزج بهم من يتصدرون المشهد اليوم في بعض بلداننا العربية(العراق ,سوريا ,ليبيا, اليمن) للاقتتال فيما بينهم فيكون القتلى والجرحى بأعداد كبيرة وحجم الدمار جد هائل لكي ينعم المتصدرون بالسلطة.
لقد اصاب القيادة الفلسطينية الوهن عندما تسابق بعض الزعماء العرب الى الاعتراف والتطبيع مع كيان العدو, واصبحوا وحيدين في المشهد, نضبت الامكانيات والدعم السياسي, لكن ذلك لن يعفيها من انجرارها في مسلسل التطبيع.
نتمنى ان تنجلي الغشاوة من على عيون شبابنا التي تحجب أنظارهم عن الواقع المرير الذي يعيشونه في بلدانهم التي أصبحت محتلة بفعل السفهاء, الذين اتى بهم المستعمر الى سدة الحكم لتنفيذ اجنداته والاستفادة من خيرات الوطن, وطننا العربي في حاجة ماسة الى اعادة بنائه ليقوم بدوره الريادي في نشر تعاليم الاسلام السمحاء التي تحترم ادمية الانسان وليس اسلام الاطلسي الذي ينكل افراده بكل شيء حي تطاله اياديهم.
ندرك ان درب التحرير طويل وشائك وليس مليئا بالورود, لكننا في نفس الوقت على يقين تام بان الامة تنجب الابطال في كل وقت وحين, يرفعون راية الجهاد وتستمر المسيرة الى ان يتم الدهس على العملاء والخون, وطرد المستعمرين وما ذلك على الابطال بعزيز.
تحية الى ام الشهيد التي سعدت بارتقاء روحه الى السموات العلى