18 ديسمبر، 2024 10:11 م

التمكين الاداري في وزارة النفط

التمكين الاداري في وزارة النفط

وانا اتصفح اسماء الدرجات الخاصة التي بعث بها رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي الى مجلس النواب للتصويت عليها استوقفني اسم من هذه الاسماء يحمل في طياته اشارة ورسالة واضحة لكل طامح بتولي منصب تنفيذي في الحكومة العراقية ، ولعل اهم ما لفت انتباهي هو العمل بمبدأ التمكين الاداري في وزارة النفط الذي يعد وكيل الوزير فياض حسن نعمة رائدا له، هذا الرجل الذي يعمل منذ سنوات طويلة بعد عام 2003 وكيل وزارة النفط دون كلل او ملل ، هذا الرجل برغم ما يمتلكه من خبرة متراكمة ناجمة عن عمله في حقول النفط العراقية من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال بالاضافة الى تلك الخبرة التي يفقر اليها اغلب قادة العملية السياسية اكملها بخبرة ادارية متراكمة نجمت هي الاخرى عن عمله وكيلا لوزارة النفط منذ 2003 حتى اليوم مع فترات تخللها اشغاله منصب مدير عام شركة نفط البصرة ، فاسلوب منح الثقة للموظف وتشجيعه ودعمه هو اساس عملية التمكين الاداري التي تقوم على اعطائه الثقة بعيدا عن منهج التشكيك والتفكيك الاداري ورغم انه اقصي من منصبه في نفط البصرة لتمتعه بشخصية واضحة وصادقة لا تعرف المراوغة ولا المساومة على حساب مصلحة الوطن حيث صرح برأيه حول عقود جولات التراخيص النفطية وعدم تأييده لها انذاك ، امور ايجابية كثيرة يمكن الاشارة اليها حول شخصية هذا الرجل :
رغم ان الرجل يستحق اكثر من منصب وكيل وزير الا انه بذل اقصى ما لديه مع كل وزير يرأس هرم الوزارة بغض النظر ان كان يتفق او يختلف معه وهو ما جعل اي وزير يأتي لا يجد بديلا عن فياض حسن نعمة فهو الامين على مقدرات الوزارة
ان تمتعه السيد فياض بالمهنية بعيدا عن اي تاثير حزبي او مسمى اخر يجعله يقترب كثيرا من صفات وزير النفط السيد ثامر الغضبان واعتقد ان الثنائي قادر على الذهاب بالنفط العراقي الى مديات بعيدة انتاجا وتصديرا واستثمارا
خلال كونه مديرا عاما لشركة نفط البصرة او وكيلا لوزير النفط فهو قريب جدا من منتسبي الوزارة بعيدا عن اي جدران من الحماية ومما يشهد له قيامه بتسجيل ملاحظات وشكاوى المنتسبين بنفسه دون الاعتماد على اي سكرتير او حماية او مرافق خاص .
لم يفعل مثلما فعل اخرون بفتح صفحات بأسماء مختلفة مثل انصار او محبي او غيرها من المسميات لان اعماله تتكلم عن نفسها وليس بحاجة الى صفحات فيسبوكية مستهلكه.
يمثل فياض حسن نعمة شخصية محورية في وزارة النفط فهو صمام امان الوزارة في ما يحدث من مشاكل بين اداراتها حتى الشخصية منها ولعل المطلع على تفاصيل اروقة الوزارة يعرف مقصدي .
يعد الرجل مهندس استثمار الغاز المصاحب عبر تدشين المشروع مع شركة غاز البصرة والراعي الاول له خصوصا انه ادار الوزارة لمدة تقرب من السنتين اثناء انشغال وزير النفط انذاك عادل عبد المهدي بالجانب السياسي .
مما تقدم فاني اعتقد ان تسمية السيد فياض وكيلا لوزير النفط وفي باكورة الاسماء التي ارسلت للبرلمان فيه رسالة واضحة ان الكفاءة والخبرة يمكنها ان تضع اي شخص في مكان مناسب وان كان حجم السيد فياض هو حجم وزير قولا وفعلا وليس وكيل وزارة وكان الامل يحدو كل مواطن يعرف هذا الرجل ان يتم اعطائه ما يستحق من التشكيلة الحكومية ولعل عدم تحزب السيد فياض مع الاحترام لكل القوى السياسية هو العامل الاخر الذي جعل من هذا الشخص ناجحا في عمله الى اقصى حد واتمنى ان ياخذ الكثيرون من الطامحين لتولي مناصب وزارية او درجات خاصة ان يتخذوا من سيرته قدوه لهم والاتكاء على العمل والخبرة والاخلاص وليس على اي اعتبار اخر يمكن ان يزول في اي لحظة