التمر يحكمنا , لا تضحكوا من العنوان , فالتمر رمز للقوة الإقتصادية , فعندما نتمكن من إطعام أنفسنا سنتحكم بمصيرنا , مما يعني أن هيا للعمل بأنواعه , وعندها ستنطلق طاقاتنا الإبداعية في كافة الميادين.
لا أحزاب ولا أفراد ولا ديمقراطيات وغيرها من المصطلحات الكرسوية قادرة على بناء الوطن المقتدر العزيز , إنه العمل والتمسك بإرادة النخيل الذي ينتج تمرا رغم أصعب الظروف.
“مَن جد وجد” , و”مَن زرع حصد” , تعلمنا ذلك في المرحلة الإبتدائية وما عرفنا معنى الجد ولا زرعنا , فأهملنا اللون الأخضر وتنامت كراهيتنا له.
عندما يكون الوطن فريسة للضواري المتآلفات المتقاسمات للحمه وشحمه , فمن الجنون مطالبته بالتحرر من قبضة الأنياب والمخالب المنشوبة فيه , والمطبقة على عنقه , فأفقدته وعيه وقدرته على الحراك.
الحل بأن تتوقف الضواري عن إفتراسه , وتدعه يعيش في ربوعه كما يرى ويريد , وتساعده على التعافي والنقاهة , لا أن تديم نزيفه ووجيعه , وهمها تأمين مصالحها على حساب شعبه المرهون بالوكلاء وهم الأسياد والكفلاء.
وللفساد أرباب تحميه!!
فلا يوجد فساد بهذا النطاق الواسع دون قوى خارجية مستفيدة منه , فهي التي تأوي الثروات المنهوبة في ديارها وتوظفها لصالحها , وتستحوذ عليها وقت تشاء , فالمصارف الأجنبية تعتبر المال المنهوب من الشعوب الأخرى بواسطة أهلها , ملكا صرفا لها , وستختلق المعاذير لأخذه.
البلدان المسلوبة لا خيار لديها غير العمل , وعليها أن تطعم نفسها أولا وترضي حاجاتها الأساسية , وعندئذٍ ستنطلق طاقاتها وتتجسد قدراتها , للإنتقال إلى مستويات متقدمة من التعبير الأمثل عن جوهرها الحضاري وكوامنها الإبداعية , أما إذا بقيت تطارد طعامها فلن تنتج شيئا نافعا , وستستنزف قوتها في الهرولة وراء سراب لقمة العيش , والمفترسون ينهشونها كما يشتهون.
والعمل الأول الذي عليها أن تتقنه وتتمكن منه هو الزراعة , فهي القاعدة الأساسية للبدايات الناجحة في ميادين الحياة.
فالزراعة بما يرتبط بها من ثروات حيوانية وغيرها العمود الفقري للإقتصاد , وعندما يكون قويا , تستطيع البلاد أن تقرر مسيرتها وتبني أنظمتها المقتدرة المؤمّنة للوجود الوطني العزيز.
فهل سنزرع ولا نقطع؟!!
د-صادق السامرائي