2 نوفمبر، 2024 10:35 م
Search
Close this search box.

التمثيل    actars

وهو العنصر المهم في العمل الدرامي بإعتباره المجسد الحقيقي للأفكار والأحداث امام الكاميرا وحلقة الوصل مع المتلقي . ولذلك فالتعامل مع هذا العنصر مهم جداً وحذراً وحراً ولا يخضع لأي ظرف او اعتبار في اختيار الممثلين لأنع عامل نجاح او إخفاق العملية بالكامل . ولذلك فلا بد من ان توكل مهمة اداء الشخصية لممثل مناسب لها اولاً وقادراً على اداءها ثانياً وهنا لا يفكر المخرج الا بالصورة التي يمكن لهذا الممثل ان يخرج بها في النهاية بعد ما ارقته مرحلة الاختيار وهي من اصعب وادق المراحل حتى يكتمل طاقم التمثيل ليكون المخرج صورة شبه نهائية لنتيجة عمله . حيث ان قراءته للنص وإستقراءه للنتيجة هي التي تقرب له صورة الشخصية وبالتالي الاختيار لتقريب ذلك الممثل لهذه الشخصية في تغييرات كبيرة او صغيرة في الشكل والأداء وهنا مكمن الخطورة ودليل إمكانية المخرج من قراءة احداثه وكيفية التعامل مع الممكنات لتقديم عمل ناجح ربما جازف او راهن على هذا النجاح .
كيف يتعامل الممثل مع النص : عندما يستلم الممثل النص وقد حدد له الدور لا بد من ان يتعامل معه وفق صيغة محددة لأنه الوحيد الذي يتحمل نتيجة الأداء بالرغم من دور المخرج وتسخير ما توفر له من إمكانات فنية وتقنية لإبراز هذا الدور . فعليه بعدة قراءات :
القراءة الاولى : تكون قراءة اولية كقراءة اي منجز ادبي ( رواية او مقالة او قصيدة شعر )
القراءة الثانية : ان يتعرف على الشخصية التي سيقوم بتجسيدها من حيث وجودها على خارطة العمل وفعاليتها في الأحداث .
القراءة الثالثة : وهي قراءة مهمة في وكيفية بناءها من حيث موقعها في التأثير وفي دائرة العلاقات للشخصيات الاخرى وتحديد مسارها وموقفها من كل شخصية وموقف كل شخصية منه .
القراءة الرابعة : وهي الأهم لأنها سترشده الى كيفية أداءها .
وهنا لا بد وان يتوصل الى ذلك الأداء من خلال تحليل الشخصية وفق المبادئ التالية : –
1 – البعد الطبيعي : وهو ان يكتشف الممثل المؤهلات الجسمية والمظهر الخارجي من طول وبنية للشخصية وحركة وعلامات جسدية فارقة كالعوق وغيره .
2 – البعد الإجتماعي : اهم الأبعاد التي يجمع عنها المعلومات لكي يحدد مكانتها الإجتماعية والإقتصادية وهل انها متزوجة او ارملة او غنية او فقيرة شخصية بمرتبة عالية او متواضعة وهكذا .
3 – البعد النفسي : وهو البعد الذي يعول عليه في تقديم الشخصية لأنه يتعامل مع حالته النفسية وبالتالي لا بد من ان يقدمها بشكل مقنع ان كان عاقل او مجنون معقد ام سوي منافق او امين وغير ذلك .
ومن هذا يتضح ان بالإمكان ان يكون الشخص مخادع في التناقض بين مظهره الخارجي مثلاً وعلاقاته الاجتماعية او بين حالته الاجتماعية والحالة النفسية وهكذا . فعلى الممثل ان يفتش عن شخصيات يمكن ان تكون بنفس المواصفات او قريبة منها او ان يستفيد من اكثر من شخصية ليمزجها في أداء شخصيته . وبإمكانه التوصل للشخصية والإقتراب من الأداء الأسلم لها كلما اعاد القراءة وفكر في كيفية الأداء ومن خلال النقاش بين الممثلين انفسهم او مع الكاتب والمخرج في جلسة او جلسات .
وكثيراً مايتدرب الممثل في أماكن غير أماكن الفن كالأسواق والمستشفيات والشوارع ومكاتب اختصاصية لتواجد هذه الشخصيات هناك وللتعرف على مفردات عملها وطريقة ذلك العمل ليتمكن من الأداء الأقرب للإقناع والتخلص من الكثير من الأخطاء التي قد يقع فيها امام الكاميرا مما تسبب عدم المصداقية وبالتالي التعاطف والتواصل ومن ثم تحقيق الهدف . على سبيل المثال عندما يكلف الممثل بأداء دور طبيب فعليه ان يعرف اختصاصه بالتحديد ومسيرته بالأحداث ومن ثم بناء شخصية الطبيب بأداء دور طبيب ناجح او فاشل مخلص لمهنته او خائن وغير ذلك .
ليحاكي حركات وتصرفات تلك الشخصية او الشخصيات التي اقتنع بأنها ستوصله الى الأداء الجيد والمقنع ليبدأ بمرحلة التمرين سواء مع نفسه او مع المشاركين في العمل . وان الإبداع ليس له علاقة بالدور الكبير او الدور القصير كما قال ستانسلا فسكي ( ليس هنالك دور كبير او دور صغير بل هنالك ممثل كبير وممثل صغير ) لينقسم وفق هذا القول الممثل الى : –
————————————–
من كتابي ( الدراما التلفزيونية من الفكرة الى المتلقي )

أحدث المقالات

أحدث المقالات