عندما تواجه الشعوب تحديات مصيرية , فأنها تتماسك وتتعاضد وتعتصم بحبل الوطن والمصير المشترك , وتتقدم بقلب واحد وإرادة واحدة وعزم ثابت نحو صناعة حاضرها ومستقبلها.
فالمخاطر والتحديات توحّد الشعوب والمجتمعات , ولهذا تلجأ بعض الأنظمة والقوى إلى صناعة العدو الخارجي, لكي تبقى محافظة على تماسك كيانها الوطني , وعلى مرّ عصور التأريخ نهجت هذا السبيل القِوى الفاعلة في زمانها ومكانها.
فلابد من خطر خارجي وتهديد لصهر المجتمعات , ووضعها مجتمعة متفاعلة في بودقة الوطن الواحد القوي العزيز , بتواجدها الإيجابي وتفاعلها الوطني الإنساني الفياض.
وفي هذه الفترة التأريخية تواجه مجتمعاتنا مخاطر تستهدف ذاتها وهويتها وتأريخها وحضارتها ومعتقداتها , وإرثها الإنساني على مرّ العصور والحقب والأزمان.
إنها تحدّيات بمستوى التحدي الذي أوجده التتار بقيادة هولاكو , والذي نجم عنه إحراق بغداد وإمتلاك الشام وحلب , ولولا وقفة مصر وعزيمتها وإجتماع إرادتها , وإيمانها الصادق بالتوثب والمواجهة وتقرير المصير , لإنتشر الشر إلى كافة أرجاء الدنيا , ولتحولت الحضارة الأرضية إلى ركام.
وفي هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها مجتمعاتنا , وقد توافد إليها الشر من كل حدب وصوب , عليها أن تستحضر عزيمة “قطز” وإرادته المؤمنة الباسلة , التي أطلقت الصولة على الضلال والباطل والبهتان ومعاقل الشر والسوء والإمتهان.
وبإجتماع الإرادات الوطنية الحية المؤمنة بالنصر والحرية والكرامة الإنسانية , فأن الشر سيمحق في مهده , وسيتحرر المجتمع من براثن توحشه , وآثامه وإستبداده وطغيانه وإنغماسه بالجرائم الفاحشة والخطايا المارقة .
فلا بد من وحدة الصف , وإيقاد شعلة الوحدة الوطنية والمحبة الإنسانية , والتصميم على زراعة بذور الخير والرحمة في الأفئدة , المتعطشة للأمن والسلام والإستقرار الوطني السعيد.
“ولا بد لليل أن ينجلي…”!!
قطز: هو سلطان مصر الذي هزم التتار في معركة عين جالوت بعد سنتين من إحراق بغداد.