18 ديسمبر، 2024 9:54 م

التلويح والتلميح الإسرائيلي لقصف منشآت ايران

التلويح والتلميح الإسرائيلي لقصف منشآت ايران

قد نأتي او لانأتي بجديدٍ إذ نشير أنّ كلّ المعارك والحروب والعمليات المخابراتية المختلفة ” بدءاً من التفجير وليس انتهاءً بالإغتيالات ” التي تقوم بها اسرائيل < سواءً على صُعُد الجيش او الكوماندوز او الموساد > فقد كانت تعتمد على عنصر المباغتة , وعلى حرف الأنظار نحو إتّجاهٍ آخر بعيداً عن الهدف , ولعلّ أقلَّ استذكار في الصددِ هذا هو ما أشغل الفضاء الإعلامي الدولي برمّته , حين افتعلت اسرائيل أزمة الصواريخ السورية داخل الأراضي اللبنانية في عام 1981 والتهديد عن إجتثاثها عن بكرة ابيها , بينما كانت تل ابيب تهيّئ الأجواء وتحرف الأنظار لضرب المفاعل النووي العراقي في منتصف ذات سنة 1981 .

ما يجري هذه الأيّام , ومنذ نحوِ اسبوعين ونيف أنَّ القيادة الإسرائيلية بشقّيها ” السياسية والعسكرية ” , أنّهم يعلنون عن نيّاتهم ويبرزوها بشكلٍ مضخّم في الإعلام , ثُمَّ وبموازاة ذلك , فإنّ القادة الإسرائيليين يحاولون تجيير وتوظيف الموقف الأمريكي وكأنّه متفاعل الى اقصى الحدود مع الضربة الإسرائيلية المفترضة < ودونما إهمالٍ او إغفالٍ للدَور الأمريكي الحيوي الخاص اذا ما جرى تنفيذ الضربة على المنشآت النووية الإيرانية , بالرغم من أنّ الرئيس بايدن لا يزال يفضّل الحل الدبلوماسي مع الإيرانيين لمئة سببٍ وسبب , وقد اعلن ذلك ضمن حملته الإنتخابية للترشّح للرئاسة , ولابدّ له في نهاية المطاف أن يحسب ويتحسّب لمحاولة إعادة انتخابة لمرّةٍ ثانية بشكلٍ او بآخر .. وبالرغم من صعوبة الفهم المطلق لهذه السياسة الإعلاميّة لبني اسرائيل وعلى اعلى المستويات في الإعلان المسبق عنها وبتركيز , فهي بلا ريب لممارسة اقسى درجات الضغط على طهران في مفاوضات 5 + 1 في العاصمة النمساوية Vienna ” بتنسيقٍ مشترك مع واشنطن ! , لكنّه في شبهِ إجماعٍ < صامت ! > او اكثر للأوساط الصحفية العالمية , فكأنّ القادة العسكر وساسة تل ابيب وكأنّهم يجتذبون انتباه القيادة الإيرانية لمضاعفة تحصيناتهم واجراءاتهم الدفاعية وما يتبعها من السبل الوقائية المسبقة , مع موازاة التهيّؤ لردّ الفعل الإيراني ” غير المحسوب ” في هطول زخّات صواريخ ارض – ارض الإيرانية على مختلف المدن الأسرائيلية , ومع ما يمكن ان يصحب ويرافق ذلك من موجةٍ صواريخٍ اخرى من حزب الله اللبناني على شمال اسرائيل , ودونما إغفالٍ لتجاهل احتمال للدَور الصاروخي البدائي لحركة حماس من غزة او قطّاع غزّة نحو مدن جنوب اسرائيل , والذي يشكّل ذلك في مجموعه كمنظومة إرباكٍ ستراتيجية لكلّ اسرائيل , ولا شكّ أنّ القيادة الإسرائيلية على معرفةٍ وإدراكٍ مسبقين بتداعيات ومضاعفات كلّ ذلك , ومع التحسّبات المضادّة لذلك ايضاً وإسقاطه كما إسقاطٍ لجنينٍ غيرَ شرعيٍّ .!!

الحسمُ المرفق بنيّات العزم المخفيّة ” الى حدٍّ ما ” , لا يتجاوز إطلاقاً متطلّبات واساليب الحرب النفسية التي يؤكّدها اكاديميّاً ويشدد عليها ” علم الإعلام ” وما يجرّهُ جَرّاً الى حرب الأعصاب , وما يقودهُ مجمل ذلك الى أنّ معركةً صاروخيةً صارخة بين طهران وتل ابيب سوف لن تقع ” في المدى المنظور ” وفق قاموس الإستقراء المتباين الإستقراءات الفقهيّة والدولية , وَ وفقَ اجراءات ومتطلّبات العلاقات والمصالح الدولية ..

من المؤسف إشغال الرأي العام بهذهنّ < التُرُهات > !