18 ديسمبر، 2024 9:44 م

التلاغي والتباغي!!

التلاغي والتباغي!!

لغو: ما لا يُعتد به من كلام وغيره , ولا يحصل منه على فائدة أو نفع
بغى: من بغاة , الظالم المستعلي , ويعني الكذب أيضا
نستهلك أيامنا باللغو على كافة المستويات , أقلامنا , منابرنا , مواقعنا , محطات تلفزتنا , إذاعاتنا , كلها تلغو , ولا عمل عندها سوى اللغو.
أقلامنا تلغو!!
إبداعاتنا حشو وإسهاب وإطناب وهذربات إحتراب.
اللغو عملنا الذي نجيده بجدارة الساذجين , وبإرادة المغفلين.
فهل أنجزنا غير اللغو؟
الماء يجري كما يُراد له , واللغو يتعاظم على الجرف!!
إنها مهزلة الإفتراس الغابي الوخيم , ومجزرة الأجيال بمقصلة الحرمان والقهر والوعيد والحروب العبثية الشنعاء.
حروب ذات ضروب , وأحزاب بأحزاب تذوب , وأوجاع وويلات تدوب , وما في البلاد لغير أهلها,
فالثروة نقمة , والثورة ثؤرة , والدين هجين , وكل مَن عليها تابع , وفي أحضان الطامعين قابع.
إنها لعبة التلاغي والتباغي , والحروب أولها كلام , والقتال بالكلام سلوكنا المعتاد , وطريقنا المرتاد , وبعد التلاغي ننطلق في دوامات البغي على بعضنا , فنستحضر مفردات الإقتلاع , والإمحاق , والإجتثاث , وكل يشرب من دم الآخر , والأخ عدو أخيه , والمسلم يكفر المسلم , والشجاع من يحشو جيوبه بالسحت الحرام , ويسرق حقوق الأنام , ويذهب لما كسب إلى دول يبيض فيها ذهب , وفي بلاده ينفث نارا ويفعل بغضب.
إنها محنة بلاد بأهلها , وأمة بدينها , وتأريخها , وفرق تسد ديدن الكراسي , وعنوان المآسي.
وقد طفح الكيل , وجيئ بكيلٍ غيره , وناعور الهضم والجور والإذلال والإستعباد , يدور كالمسعور , فالتراب يريد دماءً , وما أرخص البشر , وما أكثر مَن كفر , فاقتلوا الناس وليهنأ الحراس , أصحاب السلطة وتيجان الماس!!