23 ديسمبر، 2024 1:36 ص

التكنولوجيا الحديثة والاتصال اللغوي غير الابجدي

التكنولوجيا الحديثة والاتصال اللغوي غير الابجدي

استعان كبار السياسين في بريطانيا مثل ونستون تشرشل باللغة غير الابجدية في احتفالات الانتصار بعد نهاية الحرب العالمية الثانية باستخدام الاصبعين الوسط والابهام مفصولين رافعا عاليا باطن يده باتجاه الجماهير دلالة على الحرف الاول ( V) من كلمة النصر باللغة الانجليزية(Victory )وبهذ استخدم نوعين من اللغة غير الابجدية لغة)الجسد ( Body Language ) ولغة الاشارة(Sign Language ) كما استعانت رئيسة الوزراء البريطانية الاسبق مارغريت تاتشر بلغة الاشارة عند فازت بالانتخابات للمرة الثالثة وذلك باستخدام الاصابع البنصر والوسط والابهام لدلالة على الفوز بقترة ثالثة.
وبمرور الزمن ادركت التكنلوجيا الحديثة تنوع وسيلة الاتصال اللغوي مما اتاح لها احدث ثورة في توسيع افق الاتصال اللغوي في المجتمعات وهذا بدوره احدث نقلة نوعية في توسيع مديات حرية الفرد وفي اعادة تحديد مسؤولياته.
كما ادت التطورات الحديثة في ميدان التكنولوجيا الى انتفاء الحاجة الى بعض المنتجات كمنتجات التصوير الفوتوغرافي ومتعلقاته على سبيل المثال لا الحصر مما ادى الى تقليص بعض الاعمال وهذا بدوره ادى الى ازدياد نسبة البطالة واختفاء بعض الاعمال وتسريح بعض العاملين في شركات القطاعين العام والخاص((Job Axing. وظهور الحاجة الى بعض المنتجات ككاميرات المراقبة الرقمية مثلا والاسباب واضحة للعيان وغيرها من الاعمال الاهم مما يؤثر سلبا او ايجابا على اقتصادات الدول التي لابد لهذه الاقتصادات التكيف مع الواقع الجديد. وهذا هو ابسط الامثلة على الحاجة الى الاستجابة للتحولات في مسارات الحياة.
ازد على ذلك في منازلنا وفي استعمالاتنا اليومية اخذت الابتكارات والمبتكرات الحديثة كالهواتف النقالة تؤثر علينا في مجمل نواحي كثير.فترى ربة المنزل مثلا تهمل او تنسى واجباتها المنزلية بانشغالها لساعات طوال بمواقع التواصل الاجتماعي مما يؤثر اجتماعيا على علاقات مكونات الاسرة او قد تؤثر الدردشات ونتائجها على الروابط الاسرية وهذه ايضا من ابسط الامثلة على التغيرات التي احدثها الواقع الجديد وغيرها من الامثلة على صعيد المنزل والاسرة.
ومن الجدير ذكره انه محليا ودوليا يتواصل ابناء الحي الواحد او المنطقة الواحدة او البلد الواحد بسهولة فائقة بفضل وفرة وسائل التواصل الاجتماعي في شتى الامور والمتطلبات بخلاف ما كان في الماضي مما استدعى ضرورة الاستجابة الى متطلبات الوضع الجديد.وللعلم الوضع الجديد لايستدعي معرفة القراءة والكتابة لسهولة التواصل والاندماج وانما يستدعي البديهة والحضور الذهني (Presence of Mind )وسرعة فك رموز لغة الاشارة) (Symbols Colorsالتي اصبحت تهمين على مسارات حياتنا ولايستطيع الفرد التخلي عنها في كل مجالات الحياة تقريبا. رموز نستهدي بها في توصيفات ونشريات الادوية او عمليات البناء والاعمار او في الشارع او عند التسوق . الامية لم تعد عائقا وما على المرء الا الاستدلال على معاني الرموز والصور او الاصوات. وما اسهل ذلك حتى لجارتنا ام محمد التي حرمت في صغرسنها من تعلم القراءة والكتابة. واصبحت “خبيرة” في اللغة غير الابجدية ( الجسد والاشارة) واصبحنا نتعلم منها.
حتى تقاليدنا وشعائرنا وطقوسنا بوع او بدون وعي استجابت واستخدم فيها بنجاح متطلبات شيوع تطور التكنلوجيا الحديثة لدقة وسرعة عملها كاستخدام كاميرات الهاتف النقال المدمجة فيه في تسجيل وقائع ما يستحب ويفضل تسجيله.
ويعود الفضل في ذلك ايضا الى تمكن وفطنة التكنلوجيا الحديثة في ضم وجمع رموز متطلبات تلبية عدد كبير من حاجات الانسان في برمجيات جهاز واحد كالهاتف النقال او الحاسوب او الالواح الاليكترونية .
واختصارا لما اردنا قوله اننا نعيش في مرحلة مختلفة عما سبق ,مختلفة في سرعتها واختراقها للموانع المادية والمعنوية ومختلفة في تاثيراتها على حياتنا اليومية . وتكشف مقدرة هذا المخلوق )الانسان( على التكيف ومواصلة الحياة عن طريق ما وهبه الله من نعم في تيسير اموره كنعم تنوع اللغة الاتصالية ( الابجدية او غير الابجدية او كلاهما)ومن المؤكد ستعيش اجيالنا القادمة حياة غير هذه ومكملة لها.