التكلف: التجشم على مشقة
التصنع: التكلف بما ليس به
الغموض: الإبهام وعدم الوضوح
ثلاثية فاعلة في الإبداع العربي ومؤثرة في وعي الناس , وعزوفهمعن القراءة والتواصل النافع مع الأجيال , حتى أصبحت الفنون الإبداعية من شأن ما يسمونهم بالنخب.
ومن المعروف أن الضغوطات السياسية في أي مجتمع تدفع إلى هذه الأساليب في الفنون والعلوم وغيرها , وتتسبب بعدم القدرة على التصريح عن الرؤية والرأي , خوفا من القوة الباطشة المتسلطة على رقاب الناس.
وكلما زاد القهر والإستبداد , تنامى الغموض والتصنع والتكلف , ويجمعهما عامل الخوف الذي يهيمن على الوعي والأذهان , ويكبل الأقلام ويشل حرية التعبير.
وفي بعض المجتمعات التي إتخذت من الدعوات الديمقراطية وسائل لكبت حريات الرأي , فأن الميل إلى هذه الثلاثية سيتنامى وستصاب الأجيال بالجهل والأمية والملل من المتابعة والقراءة , وهذا ما تهدف إليه العديد من أنظمة الحكم الساعية لتجهيل المواطنين والقبض على مصيرهم , بآلة القوة والتبعية والخنوع للرموز القادرة على إمتهانها وتسخيرها لتمرير أغراض الكراسي.
وهذا ما يسود في الواقع الإبداعي أن المجتمعات إنتكست وتقهقرت وتداعت إلى ظلمات داجية , وأصبحت غير قادرة على التواصل مع عصرها مثل باقي المجتمعات , المتفاعلة بوضوح مع التحديات والمستجدات القائمة حولها.
فمجتمعات الدنيا مبصرة وبعض المجتمعات المنكوبة عمياء , لا تريد أن ترى وتسمع , لأن الخوف يحجبها ويمترسها في خنادق العواطف السلبية , والمشاعر العدوانية على ذاتها وموضوعها.
فهل لنا أن نستوعب ما يدور في ديارنا المقهورة بنا؟!!