الأعم الأغلب من إخوتنا أهل السنة والجماعة يعتقدون بأن كتابي البخاري ومسلم هما أصح كتابين بعد كتاب الله تعالى، وهذا القول اصبح معتقدا يقول به ويعتقده جل أهل السنة والجماعة بإستثناء بعض الأصوات الواعية التي نادت بتنقيح “الصحاح” وعدم إعتبارهما من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى لكنهم جوبهوا بالتكفير والإرتداد والإستتابة بل والإنحراف او التشيّع، ونحن هنا لسنا في محل إثبات العكس بل سنترك القارئ اللبيب ان يحكم بنفسه خصوصا بعد ان يطّلع على ما ذكره ابن تيمية من رواية الشاب الأمرد الذي شاهده النبي صلى الله عليه وآله في منامه، ومهمى حاول ابن تيمية او من يدافع عنه من ان يُبعد التشبيه والتجسيم عن عقيدته تلك في الله سبحانه وتعالى فإنه سيصطدم في ما رواه البخاري من أن النبي صلى الله عليه وآله تنام “عيناه ولا ينام قلبه”.هذا التناقض والتعارض والتصادم الروائي ينتج عنه إمّا ان يكون ابن تيمية مجسّما ومشبّها وأنه يعبد شابّ أمرد جعد قطط.. الخ، او أنه سينسف العديد من روايات البخاري ومسلم ولن يكونا بعد ذلك من أصح الكتب بعد كتاب الله كما يعتقدون.
وقد بين هذا المعنى المحقق والمرجع العراقي الصرخي الحسني الذي إستعرض تلك الروايات مبيّنا من خلالهما معتقد ابن تيمية التجسيمي ومبطلا محاولات الدفاع عنه، حيث قال في محاضرته السادسة من بحث (وقفات مع .. توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) الذي يلقيه اسبوعيا عبر قناة اليوتيوب التابعة المركزه الاعلامي: “ان رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين تنام عينه لكن لا ينام قلبه أبدًا، فما شاهده فقد شاهَدَه بقلبه بعلم اليقين وعين اليقين وحقّ اليقين، فإذا قال شاهدت ربي شابًا جعدًا أمرد فقد شاهده كذلك يقينًا، وإلا فتسقط كل روايات (تنام عينه ولا ينام قلبه) حتى من مسلم والبخاري، أو يضطرون للتأويل وحسب أهوائهم ومشتهياتهم في الوقت الذي يكفرون من يقول ويلتجيء للتأويل ويبيحون دمه وعِرْضَه ومالَه، وكما يفعلون الآن من إرهاب وتفجيرات وقتل تحت عناوين التكفير والارتداد والتأويل والتصوف والرفض وغيرها من عناوين وافتراءات باطلة “.
ثم استعرض المحقق الصرخي العديد من الروايات من كتاب البخاري الذي تروي {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ}، لذا ذكروا روايات باسانيد متعددة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه واله وسلم {…. اضْطَجَعَ ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ ، ثُمَّ أَتَاهُ الْمُنَادِى فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ، فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلاَةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ}، وبذلك فان هذه الرواية ومثيلاتها في كتابي مسلم والبخاري تثبت ان ما يراه النبي عليه وآله الصلاة والسلام في المنام هو الحقيقة عينها لذا فإن ما رآه على شكل شاب أمرد هو ربّه بعينه وهو الربّ الذي يؤمن به ابن تيمية واتباعه.
لذا فإن اتباع الفكر التيمي التكفيري والمارقون أمام خياران لاثالث لهما، إما ان يقروا أن كتابي البخاري ومسلم هما كتابان جامعان للاحاديث والروايات الصحيحة والمكذوبة وليس اصح كتابين بعد كتاب الله كما يدعون، وإما أن يقروا بأن ابن تيمية التكفيري هو صاحب عقيدة فاسدة منحرفة بالتشبيه والتجسيم لله سبحانه وتعالى، وهذه واحدة من مئات الروايات التي تثبت عقيدة التيمية المنحرفة.