8 أبريل، 2024 7:18 م
Search
Close this search box.

التكرار علم الحمار!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع إحترامي للحمار الذي على ظهره شيّدت البشرية حضارتها , لكنه مثل شائع يرمي الحمار ظلما بالغباء , وما هو إلا مخلوق ميسّر لما خلق له , وله قيمته الكبيرة في حياتنا , لكن البشر ينكر الجميل وهذا طبعه المشين.
لكن موضوعنا التكرار , بمعنى إعادة الموضوع أو الفكرة أو السلوك , فالتكرار يرسّخ المعلومة في الأدمغة ويعلم السلوك بالتقليد , ويخلق ترابطات عصيبية ذات قيمة سلوكية.
فلكي تحفظ عليك أن تكرر قراءة ما تريد حفظه , ولكي تتعلم مهارة ما عليك أن تكررها , حتى تتحول إلى سلوك لا يحتاج إلى جهد فكري وعقلي مثلما كان في بداية تعلمها.
والتكرار أسلوب تنتهجه المدارس والجماعات والعقائد والأحزاب لترسيخ معتقداتها وشعاراتها , وتعززه بسلوكيات ذات طاقات إنفعالية عاطفية عالية ومزعزعة لمرتكزات الفهم والإدراك , حتى تطغى إرادة التكرار على العقول والأفكار.
وتجدنا في واقعنا المحكوم بالتكرار , أمام خطب وكتابات وتصريحات تكرر ذات المسمى وتعيده , ليترسخ في أذهان الناس ويكون سلوكا متعلما.
فالفساد – على سبيل المثال – تكرر حتى أصبح حالة مقبولة لا تثير الغصب والرفض والإشمئزاز , بل ذات قيمة إجتماعية ووسيلة للإثراء الفاحش السريع , ومَن أثرى صار قويا وأبيا وصاحب عزّة وجاه.
ولهذا فأن سلوك الفساد صار شاملا وفاعلا في حياة المجتمع , ومن الصعب الشفاء منه , لأنه ترسخ في أعماق النفوس وتوارثته الأجيال رغما عنها , فلا وسيلة للحياة الأفضل إلا بالفساد المشرعن محليا ودوليا.
فهاهم يكررون , وبتكرارهم يستثمرون , وعلى الناس يتآمروة ويتسلطون , ومن لا يتبعهم يسلطون عليه قوة التكرار , المعززة بقدرات عسكرية وفوضوية كفيلة بإزاحته عن تيار القبض على مصير القطيع!!
فلماذا لا يتكرر الطيب بدلا من الخبيث في حياتنا؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب