22 نوفمبر، 2024 1:23 م
Search
Close this search box.

التكامل الغذائي يا عرب!!

التكامل الغذائي يا عرب!!

الأمن الغذائي من أولويات القوة والقدرة على التقدم في الحياة , وقد تعلمت الصين هذا السلوك بعد أن عانت من المجاعات العاصفة القاسية , وأدركت أن يكون شعارها “الطعام أولا” , وبعد أن أنجزت الهدف ووفرت الطعام للملايين من أبنائها , تمكنت من التفرغ للإبداع والتصنيع والإنهماك بالإنتاجية العالية على كافة الأصعدة , حتى تسيَّدت الإقتصاد العالمي.
ومجتمعاتنا متنافرة إقتصاديا ولا تعرف التكامل الغذائي , رغم العديد من قادتها ورموزها قد رفعوا شعاراته وقالوا ما قلوه بضرورة التكامل العربي بأنواعه.
وتجدنا اليوم بلا قدرة على إطعام أنفسنا , والمتعارف عليه أن السودان لوحدها يمكنها أن تطعم الأمة , لكنها مبددة النشاطات , وتعيش في مجاعات!!
ومعظم دول الأمة تغفل أهمية النخلة وما توفره من طعام للبشر والماشية , وتعرضت هذه الشجرة المباركة إلى عدوانية سافرة في أكبر مرابعها , فتناقصت أعدادها , وانتصر الحصار على أهلها.
إن القرن الحادي والعشرين يحتم على دول الأمة العمل بجدية لتحقيق التكامل الغذائي , أي التعاون لإطعام شعوبها , وأن لا تعتمد في طعامها على الآخرين , وخصوصا رغيف الخبز الذي يجب أن يكون في متناول الأفواه , ولا يجوز أن يعيش أبناء الأمة في حرمان منه.
فكيف يصح في الأفهام أمة بهذا الحجم والثروات الطبيعية والأراضي الزراعية , وتستجدي الآخرين لإطعامها؟
أمة كانت تصدر للعالم أنواع الأطعمة , واليوم تستوردها من الآخرين البعيدن عن ديارها!!
أمة دولها لا تعرف كيف تتفاعل في ميادين الزراعة والثروة الحيوانية وتجتهد في إنتاج الطعام وسد حاجة الأفواه الجائعة , وفي ربوعها يموت المئات كل يوم من الجوع والحرمان , وأموالها تبدد في النزاعات والعدوانية على بعضها , وما من مشروع إستثماري قادر على سد رمق حاجاتها الطعامية.
فإلى متى تبقى أمة النفط والنخيل والثروات الأخرى تتسول في طرقات دنيا الغاب المعاصرة؟!!

أحدث المقالات