27 ديسمبر، 2024 4:02 م

التقيَّة خَشْية وخَوْف لغويا، مُصانعة النَّاس والتَّظاهُر بغَيْر ما يُعْتَقد خَوْفًا من البَطْش اصطلاحا.

التطبيع وتطبيع العلاقات مصطلح سياسي يشير إلى «جعل العلاقات طبيعية» بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان .

الشيعة اشتهرت بالتقية مع الاخذ بنظر الاعتبار ان لم ابالغ الكثير لا يفهم ماذا يعني التقية بل يفهمها مفهوم سطحي باختصار هو السكوت على الظلم والتعامل مع الظالم خوفا من بطشه ، والتطبيع عودة العلاقات بعد فترة من التوتر او القطيعة وهذا التوتر والقطيعة التي كانت بين الدول المطبعة والكيان الصهيوني ماهي ؟ وهل زالت ؟ اي هل اعاد الكيان الارض المغتصبة وسمح للاجئين بالعودة ؟ ام التكيف مع الباطل؟

التقية يمارسها قائد ومواطن كل حسب ظرفه ، بينما التطبيع يمارسه حاكم ، وكلا الحالتين لابد من ظروف معينة تؤدي لها ، ويطرح السؤال الا يعتبر علاقة الائمة عليهم السلام مع خلفاء بني امية والعباس علاقة تطبيع؟ ، ومثلما لم يتمكن حكام الخليج من مواجهة الكيان طبعوا معهم ، وهكذا لعدم تمكن الائمة من مواجهة خلفاء الجور لجاوا الى التطبيع ، وهو التقية التي قال عنها الامام الصادق (ع) التقية ديني ودين ابائي واجدادي ، وهذا هو الاشكال بعينه .

نعم الاشكال عندما يرى المسلم التجاهر بالمنكر والظلم الفاحش وسفك الدماء والتشبث بالتقية حيث اقسم الصادق عليه السلام قائلا : “وايم الله لو دعيتم لتنصرونا قلتم لا نفعل انما نتقي ، ولكانت التقية احب اليكم من ابائكم وامهاتكم ولو قد قام القائم ما احتاج الى مساءلتكم عن ذلك ولاقام في كثير منكم من اهل النفاق حد الله ”

هنا يجب تشخيص الحدث او الموقف الذي بسببه توجب التقية من عدمه ، والامر الاخر التقية لا يعني بالضرورة اظهار ما يخالف ما تؤمن به بل لا تتحدث عن ما تؤمن به وتتجنب المواضع التي يكون فيها خلاف ما تؤمن، مثلا عندما يكون الحديث بخلاف ما يريد الله عز وجل فعليك الانسحاب حتى يخوضوا في حديث لا اشكال فيه ، تنسحب ولا تقوم بالمواجهة ، عندما يكون المجتمعون تحت راية حاكم ظالم ولكن عندما تكون العدالة موجودة يجب ان تنبههم وتمنعهم بالتي هي احسن .

وحديث الرجلين اللذين عرض عليهما الخليفة العباسي شتم الامام علي عليه السلام او القتل، الاول رفض الشتم فقتله واعتبر شهيدا والاخر شتم لتجنب القتل فقيل تفقه في الدين ، السؤال الذي يطرح نفسه ماذا بعد الحدث وبمن نعتبر ؟

اما حكاية التطبيع فانها جريمة لان الذي قام به حاكم تتوفر له كل الامكانات التي يستطيع بها احتواء عدوه ( الكيان الصهيوني) وان قيل غير ممكن فان ايران واليمن ولبنان وغزة اثبتوا انه ممكن وان العدو اوهن من بيت العنكبوت فلو قطع المطبعون علاقتهم مع الكيان وممارسة الضغط اقتصادي على من يقف مع العدو لما تعرض المسلمون من وحشية الكيان لكن العدو مطمئن بخضوع المطبعين .

طبعا كل مواطن بعيدا عن ديانته يتجنب الحاكم الظالم ويسايره الا يعتبر تقية ؟ وبسبب عدم منح التقية حقها من خلال فهمها في العراق ايام البعث كثيرون انتموا الى الحزب تحت راية التقية ، واعرف الكثير ممن جاهد ولم ينتم الى البعث .

اما موقف الائمة عليهم السلام من حكام عصرهم فانهم ليسوا اصحاب نفوذ مادي وبشري وبدليل ثورة زيد بن علي وغيرها من الثورات التي انتهت بماساة ، اي انهم شهداء كما هو حكم احد الرجلين انفا

نعم القائد من حقه ان يمارس التقية وهنا التقية ان لا يعلن الحرب او الثورة علنا هذا معناه حتى لا يسفك دم شيعته او يقتل هو فتصبح الجماعة الصالحة بلا قائد ومشتتة ، وليس معناه ينادم خلفاء الجور الم يطلب المنصور من الامام الصادق ان يتردد عليه فقال له «من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك» ، الم يطلب المتوكل من الامام الهادي عليه السلام الجلوس معه والشرب فرفض ولم يعمل بالتقية ؟

ايران هل يعمل الشيعي فيها بالتقية ؟ نحن في العراق هل نعمل بالتقية الان ؟ كلا ولكن عندما نتماشى مع من لا يتفق وعقائدنا اي لا نقوم بما لا نؤمن به ولكن نساير الاخرين انسانيا لانهم بشر مثلنا ونحن مثلهم .

مشكلتنا في التعصب او التخاذل فلا هذا صحيح ولا ذاك مريح ، كلاهما خطا بمعايير خطا .

كتب بعض النواصب تنسب للشيعة ان التقية اصل وعقيدة وهذا غير صحيح فلو كانت كذلك لما كان هناك ثورات شيعية عبر التاريخ .

هنالك ظروف معينة بحكم المؤكد ان المواجهة لا تات باي اثر ايجابي عاجلا او اجلا ، اما ترك المنكر لان ثمنه مثلا قطع راتب او فوات ملذة اعتمادا على التقية او على من ياتي من بعدي فيغيره فهذا هو المنكر بعينه، عندما اكد رسول الله (ص) على ان الله يبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له وعندما سئل الرسول من هو المؤمن الضعيف الذي لا دين له ؟ قال الذي لا ينهى عن المنكر .فكيف بحكام غارقون بالمنكر ويقترفون المنكر ويحثون على فعل المنكر؟!!!