23 ديسمبر، 2024 2:16 ص

التقية أس الجهاد والتورية صنوها

التقية أس الجهاد والتورية صنوها

يرى بعض المذاهب ان التقية من المثالب وحتى يصفون من يتمسك بها بكلمات قادحة ، ولو تمعنا جيدا في طبيعة حياة الانسان فانه يمارس التقية شاء ام ابى ولكن بمعايير مختلفة وظروف ايضا مختلفة ، والتقية هي مخرج شرعي لتجنب هلاك يؤدي الى ازهاق ارواح ، وحقيقة الامر ان التقية ظلها هي التورية .

الاستدلال الشرعي بالنص ( قران وسنة ) على صحة التقية امر لا يقبل الجدل ، ومن ينكر، غايته المكابرة والطعن ، ففي بعض الاحيان نمارس التقية خوفا على ارواحنا دون ان نخسر ايماننا ، واحيان اخرى نمارس التقية خوفا على ديننا واخرى خوفا على طرف اخر .

لكن عندما تكون القضية حق وباطل وهنالك من قد يظلم هنا لا يكون للتقية مجال بل لربما يستخدم اسلوب التلميح الممزوج بالتقية لتوحي للحق ، في رواية للنبي محمد صلى الله عليه واله يذكر فيها الامام علي عليه السلام قائلا (والذى نفسي بيده، لو لا أن تقول طوائف من امتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم، لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملاء من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة)، هل مارس النبي محمد التقية ؟ واذا مارسها خوفا ممن وخشية على من ؟ ظاهر الحديث خشية على دين الاسلام من الغلاة وليوقي عليا من النواصب  .

 التقية افضل ممن يجعل الطغاة ولاة امر ويجب طاعتهم وعدم الخروج عليهم، التقية ارقت الخلفاء الامويين والعباسيين ، التقية اليوم لولاها في حياتنا لوقعنا في كثير من المشاكل والمهالك . هنالك معيار دقيق للتقية بحيث لا نمس عقائدنا قيد شعرة .

فقهاؤنا لولا حسن اختيارهم وعلميتهم في استخدام التقية لما حافظوا على الصرح الشيعي الى يومنا هذا ، والتقية تختلف حسب من يمارسها ، فالقائد يمارسها لانه رمز الامة ولكن المسلم العادي ان مارسها فقد تفقه وان تجنبها فانه استعجل الجنة ، لا يعني التقية الجلوس في البيت دون الجهاد بل التقية احدى ادوات الجهاد وقد تاتي بثمارها افضل من الجهاد، التقية لا تمنح الشرعية للحاكم الجائر اطلاقا بل تفسح المجال لان يبقى المتقي بؤرة ضوء نورانية في مجالات معينة وظرف معين .

كتب المنصور إلى الصادق (ع) : لمَ لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس ؟.. فأجابه: ليس لنا ما نخافك من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنّئك ، ولا تراها نقمة فنعزّيك بها ، فما نصنع عندك ؟!.. فكتب إليه : تصحبنا لتنصحنا .. فأجابه : من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك……..

هل هذا الجواب دليل على التقية ؟ بل انه قمة الجهاد بغطاء يغشى عيون الطغاة ظنا منهم ان الامام يمارس التقية .

في بعض الاحيان نسكت عن قول حق في محضر معين لان نتائجه كارثية فنمتنع تقية ولكن في وقت اخر وظرف اخر ننبه لمن كان يروم الحق وننصحه لو علم في حينها لقتلوك او لارتكبت جريمة قتل .

الائمة لا يجوزون ولاية الحاكم الجائر واخطا من توصل الى هذا المفهوم عندما يؤكد الامام الرضا عليه السلام انه في حالات معينة يكون الحاكم الجائر عادل بحق العبد الصالح ومثل هذه الحوادث حدثت كثيرة في التاريخ الاسلامي ، بل ان الشارع المقدس يعلمنا كيف نتعامل مع الحاكم الجائر للحفاظ على ارواحنا وتحقيق اكبر قدر ممكن من العدالة ، الم ياذن الامام الكاظم عليه السلام لعلي بن يقطين ان يعمل ضمن حكومة هارون ؟ ولكن وفق شروط غايتها دفع مظلمة عن مظلوم بقدر الاستطاعة ولا يساعد عليها ، الم يرفع عمر بن عبد  العزيز الحيف عن ال البيت عليهم السلام ؟

وحتى قول الامام علي عليه السلام لابد من حاكم يحكم الناس بر او فاجر لا يعني شرعية الجائر بل ان الجائر يكون افضل من الفوضى واللاقانون لان المسلم يستطيع ان يتحاشى جوره بخلاف الفوضى، وهناك كاتب كبير مغفل يستشهد بالحديث لمدح طاغية العراق .   

حادثة حقيقة كنت اناقش وهابي بخصوص التقية وحدث مشهد امامنا شخص خالف نظام المرور فاعطى للشرطي رشوة فلم يغرمه فقال الوهابي هذا حرام فقلت له اذهب للشرطي وقل له انت مرتشي وهذا حرام ، فاخرس وانسحب .