23 ديسمبر، 2024 7:23 ص

التقليد مصدر شائع للثقافة البشرية

التقليد مصدر شائع للثقافة البشرية

إن التقليد يمثّل المصدر الشائع في ثقافة الإنسان!
لأن نسبة العلماء وأصحاب الإختصاص نسبة ضئيلة جداً قياساً الى غيرهم من عامة الناس..
ومن المعلوم أن المعرفة النظرية تحتاج إلى إستدلال وبُرهان، وكل معرفة لها طريقتها في الإستدلال والإستنتاج..
حیث يتطلب من الفرد الدراسة الجدّية وصولاً إلى المرتبة العلمية التي بها يستطيع الفرد تحصيل المعارف والعلوم..
وهذا يسمى بالتخصص العلمي الذي هو معنى الإجتهاد، بمعنى أن الفرد يحصل على المعرفة والعلم بالأشياء إعتماداً على إجتهاده وبرهانه وتجاربه، يعني بصورة ذاتية،
أمّا لو حصل على المعرفة بالإعتماد على أهل الإختصاص فهذا هو معنى التقليد..
فالعلم الحصولي النظري يكون بالذات(الإجتهاد)، أمّا إذا حصل بالغير فهو (تقليد)..
إن العلم عن تقليد يكون علماً فقط بالنتيجة لا أكثر ولا أقل، أما سبب حصول النتيجة وكيفيتها فهو ليس داخل في موضوع التقليد لأن الإجتهاد هو سبب هذه النتائج لا التقليد.
وعلى هذا الأساس أخي القارئ حاول أن تطبّقَ هذه الفكرة على معلوماتك وثقافتك العامة!!
ستجد أن أغلبها هي عبارة عن نتائج فقط، ولم يكنْ لك دورٌ في إستنتاجها والبرهنة عليها (الإستدلال عليها)..
وقد خَطَرَ في ذهني مثال لطيف يصلح لبيان التقليد بالمعنى الأعم؛
حینما تسمع متكلّم يتكلم بلغةٍ أجنبية، فأنتَ لأجلِ فهمِ ما يقول هذا المتكلم بين أمرين لا ثالث لهما:
الأول: أن تفهم هذه اللغة لكونك متمكن منها وتجيدها، ويكون فهمك لمُراد المتكلّم بالاعتماد على قدرتك الذاتية، وهذا هو المعنى الأعم للاجتهاد أو قل هذه معرفة عن إجتهاد أو علم عن الاجتهاد.

الثاني: أنك لا تستطيع فهم ما يقوله المتكلم، وهنا تحتاج إلى مترجم، وهذا هو التقليد بالمعنى الأعم أو قل العلم عن تقليد.