22 ديسمبر، 2024 2:58 م

(اشنقوا آخر قسيس،بأمعاء آخر ملك).

شعار الثورة الفرنسية الحديثة،التي حدثت في القرن السابع عشر الميلادي.

تعكزت الثورة على أفكار احد أهم منظريها “جان جاك روسو” و”جون لوك” في ماهية الحكم،التي لخصتها “نظرية العقد الاجتماعي”،حيث خُلصت إلى أن السلطة عبارة عن عقد بين “المجتمع وفرد”،يمنحه الجمهور أدارة شؤونهم.

انتشرت أفكار الثورة الفرنسية في أوربا انتشار النار في الهشيم،وعدها كثيرين هي المنقذ من “السلطة والدين”.

بعد مرور مدة على الثورة أثار احدهم وهو الفيلسوف “ستيفن هوبز” سوالاً خطيراً (أطاح بالنظرية وأحالها إلى ركام )!،مفاده 🙁 أن المجتمع أذا اختلف مع الفرد، فلمن يحتكمون)؟!.

لم يجبه على سؤاله من الفلاسفة الأوربيون وغيرهم،على سؤاله لحد اللحظة احد.

فأجاب هوبز نفسه 🙁 يجب أن تكون هناك سلطة ثالثة،لا تقلل،ولا تحاسب، ولا تعاقب)!.

عندما نمعن النظر في اللاءات الثلاث،التي منحها هوبز للسلطة “لا تقلل، لا تحاسب، لا تعاقب”،نجدها صلاحية حصريه للسماء فقط،لان الممنوح لمثل تلك الصلاحية يجب أن يحمل مواصفات و”كوابح” نفسية غير طبيعية تفوق قدرات الأقران،لا يدرك معاييرها سوى الخالق جل وعلا وحده، تضمن عدم إساءته استخدام السلطة.

لذا فان ألأنظمة السياسية قديماً وحديثاً مهما بلغت او اقتربت من درجة الكمال عجزت عن تقديم شخصاً يوثق من انضباطه بتلك الصلاحيات.وهذا ما أدركه أخيرا “شارل ديغول” مؤسس الجمهورية الفرنسية الرابعة والخامسة حيث قال وهو في عقده الثامن : (لقد أدركت أن السياسة شي خطير وبالغ الأهمية،ويجب أن لا يترك بيد السياسيين).

رحل هوبز وظلت لاءاته في أذهان المتأخرين تبحث عن ذلك الشخص!.

فيما وجدت أحدى النظريات الإسلامية قبل أربعة عشر قرناً ذلك الشخص.

وهو “الإمام” المعين بالنص من السماء،وليس بالتعيين، وهو شخصاً معصوماً خالي من العقد الشخصية، ومنزه من الزلل والخطأ والرجس. داحضة فكرة الاختيار “الديمقراطية” التي تمنح الجميع فرصة المساواة بالخيار حتى مع تفاوت العقول،فلديمقراطية تساوي بخيار “الصندوق” بين “اديسون وراشد”، وهذا خلاف “العدل “.

أطلق على تلك النظرية في أدارة الحكم “نظرية الإمامة”،التي تمنح المعصوم سلطة لا تقلل ولا تعاقب ولا تحاسب،فهو ظل الله تعالى في أرضه.

عينت السماء أثنى عشر معصوماً كلهم من “قريش”.

أولهم خليفة المسلمين “علي بن أبي طالب”،الذي كانت بيعته آنذاك اول مصداق لم يتكرر لسواه، لنظرية العقد الاجتماعي،حيث منحه المجتمع السلطة عنوة عندما تظاهر المسلمين أمام داره وكادوا يوطئون ابنيه “الحسن والحسين” وبايعوه على أدارة أمور المسلمين،وآخرهم الإمام الغائب الذي انقطع عن الاتصال بأتباعه،حيث أوصاهم عن طريق سفيره الأخير بان يتبعوا (من كان مخالفاً لهواه مطيعاً لمولاه فللعوام أن يتبعوه).

اتفق المسلمون وغير المسلمون على وجود ذلك القائد بعضهم قال: (حي يرزق موجود بيننا)،ومنهم قال: (يولد في آخر الزمان ) فسماه المسلمون ا “المنقذ” وسمته المسيح “المنجد” وسماه اليهود “المخلص”.

أذن فكرة القائد او الإمام الذي يملك مواصفات الكمال فكرة كونية لا تختص بدين أو عرق.

السؤال في انتظار ذلك المنقذ من يقود الأمة ؟

الوكيل ألحصري لذلك الإمام هو من عمل بوصيته (من كان مخالف لهواه مطيعاً لمولاه،فللعوام أن يتبعوه)،ومصداق تلك الطاعة والزهد في حطام الدنيا، هم الجبال الرواسي بقرب ضريح أول ألائمة “علي بن ابي طالب” الذي اختارته الأمم المتحدة مؤخراً (اعدل حاكم في تأريخ البشرية).

افتهمت صديقي؟