18 ديسمبر، 2024 6:54 م

التقادم المخطط له ونظرية مؤامرة المصباح الكهربائي

التقادم المخطط له ونظرية مؤامرة المصباح الكهربائي

في سنة 1924م عقدت كبرى الشركات المنتجة للمصابيح في العالم اجتماعاً في سويسرا لمواجهة مشكلة العمر الطويل للمصابيح الكهربائية نتيجة جودة التصنيع والتي قادت إلى تراجع المبيعات وانخفاض أرباح الشركات بشكل كبير، فكونَت تلك الشركات اتحاداً عُرف بـ”كارتل الفيبيس” أو “Phoebus cartel”، وكان من أهم قرارات الاتحاد خفض تكاليف العمل والاتفاق على توحيد متوسط ​​العمر الافتراضي للمصابيح الكهربائية عند 1000 ساعة فقط بعد أن كانت تدوم لأكثر من 2500 ساعة، ورفع الأسعار دون خوف من المنافسة، فيما وُصف بأنه “مثال كلاسيكي على “التقادم المخطط له”. وأدى ذلك الاتفاق إلى تغيير طريقة صناعة المصابيح الكهربائية للأبد، وعُرف بـ”مؤامرة المصباح الكهربائي”.

هذا التقادم المخطط له بحسب رأي البعض هو سبب كون الأجهزة الحديثة أكثر عرضة للعطل والتلف من الأجهزة القديمة التي كانت تعمر بشكل أطول وتقاوم الظروف أكثر، من زاوية أخرى يرى البعض إنه لا يمكن حصر السبب بهذه السياسة فقط بل إن مراعاة معدل استهلاك الطاقة في الأجهزة الحديثة وكونها أعقد من القديمة فلهذا تكون عرضة للعطل والتلف بشكل أسرع من الأجهزة القديمة، إضافة إلى سياسة السوق المفتوح وسهولة نقل الاجهزة من بلد إلى آخر زاد من الطلب على الأجهزة الحديثة مما جعل الشركات تحاول توفيرها بنسخ أرخص.

لا يمكن نكران وجود حقيقي للتقادم المخطط له لأن تصنيع جهاز قليل العطل ويعمر كثيراً لا يخدم مصالح الشركات التي تبحث عن الربح الكثير كهدف أساسي لها.