التفكير خارج الصندوق والتمرد على التقاليد

التفكير خارج الصندوق والتمرد على التقاليد

كثيرون يظنون أن الإبداع
لا يتحقق إلا بالخروج عن المألوف، وأن “التفكير خارج الصندوق” لا يعني سوى اقتراح أفكار غريبة أو التمرد على التقاليد.
يقول علماء النفس أنّ:
العقل لا يغادر صندوقه إلا إذا أدرك أولاً حدوده، وتفحّص جدرانه التي تحيط به.
إن لكل إنسان إطاراً ذهنياً، هو بمثابة منظومة من الافتراضات التي تشكّل رؤيته للعالم، وتوجّه سلوكه في معالجة المشكلات. والمفارقة أن كثيراً من الناس يسعون إلى الإبداع وهم أسرى لهذه المنظومة، يظنون أنهم يبتكرون، بينما هم يعيدون إنتاج ما اعتادوا عليه.
فالتفكير خارج الصندوق
لا يبدأ بالخيال، بل يبدأ بالسؤال:
ما هي المسلّمات التي أتعامل معها وكأنها قوانين طبيعية، بينما هي في حقيقتها عادات اجتماعية أو تصوّرات موروثة؟
إن الاختراعات التي أحدثت تحولات جذرية في مجالاتها لم تكن ثمرة أفكار معقدة، بل كانت نتيجة كسر فرضية واحدة، كان الجميع يعدّها من البديهيات.
ف”كيندل” مثلاً لم تغيّر طبيعة القراءة، بل كسرت افتراض أن “الكتاب لا يُقرأ إلا ورقياً”.
هكذا يتضح أن التفكير خارج الصندوق ليس تحليقاً في فضاء بلا قيود، بل هو فنّ تفكيك القيود الخفية، وتحويلها إلى فرص واعدة.
ولهذا، فإن أول خطوة نحو التحرر الفكري تبدأ بكتابة قائمة تأملية:
ما هي “الحقائق” التي أؤمن بها في مجالي؟
وما الذي قد يتغير لو اكتشفت أنها مجرد “افتراضات” قابلة للكسر؟
عندها، قد تكتشف أن الصندوق لم يكن مغلقاً
كما ظننت، بل كنتَ تجلس داخله باختيارك، لا بقيدٍ مفروض.

أحدث المقالات

أحدث المقالات