23 ديسمبر، 2024 4:17 ص

التفكير تحت الحزام!

التفكير تحت الحزام!

يقول انتوني بوردان في كتابه “إن كنت في العشرينات وبصحة جيّدة، جائعاً للتعلّم والوصول إلى الأفضل، فأنا أحثّك على السفر إلى أبعد ما يمكنك أن تصل في الجغرافيا ، نم على الأرض إن اقتضت الحاجة، اكتشف كيف يعيش الآخرون، وكيف يأكلون. وتعلّم من هؤلاء ،أينما حطّت بك الرحلة”.
طبعاً بوردان هو أحد أمهر الطهاة في العالم، لكن حبه للمغامرات والأصدقاء الجدد جعله يخلع ثياب الطهو وينتقل إلى التلفزيون ليروي قصصه المميزة عن العالم و السفر.
تشير تقارير الاتحاد الدولي الى ارتفاع نسبة المسافرين حول العالم في السنوات القادمة إلى أكثر من 7 مليار مسافر سنوياً ، وهذه الطفرة في حب السفر وولع الناس به يؤكدها عينة من المسافرين عندما أوضحوا ان الخبرة التي حصلوا عليها في اسفارهم ساهمت في صياغة حياتهم ونظرتهم إلى الأمور بشكل أفضل .
أذن السفر ثقافة وتحرر ورؤية ومتعة ، و ما ان ترى برنامجا تلفزيونيا او يوميات بسيطة لشخص ما عن السفر حتى تتملكك رغبة جامحة في محاولة تجربته ، وبعد التجربة تتمنى لو انك تعيش في الأماكن التي زرتها ، أو ربما تحسد ساكنيها ، لكنك بالطبع ستكره السفر و دينه و اليوم الأسود الذي سافرت به بعد ان يشق أحد مسافري ابناء وطنك شقاً كبيراً ويقوم بإغتصاب طفلة ومن ثم قتلها ، لتنهال عليك/م وابل من السخط والكراهية والتذمر ،
ابن العشرين عام وصاحب الصحة الجيدة سافر لآلاف الكيلومترات ولم يكن باحثاً عن الثقافة او الترفيه او التعليم بل لإرتكاب جريمة ستبقى لوقتٍ طويل في أحاديث الناس و الصحف والشاشات .
القصة المؤسفة انتشرت بسرعة كبيرة و انتشرت معها الآلاف من علامات الإستفهام الدائرة حول الدافع من القتل و الإغتصاب وانعدام أدنى أشكال الوعي والتفكير ، خصوصاً اذا كان الجاني بعامه العشرين و المجني عليها طفلة .