ما أجمل الانسان أن يكون (حرّاً في تفكيره)
وهذه هي الحرية الحقيقية
خلافاً لبعض القناعات السائدة التي تعتقد أن الحرية هي مقتصرة على أفعال الانسان فيما يلبس أو يتصرف او يتحرك
وعندما تكون حرّاً في تفكيرك ستكون صائباً في مواقفك وقناعاتك
ولهذا فانني ورغم تعاطفي مع (الامام روح الله الخميني) في بداية حركته وبداية مسيرته الرائعة وكنت على اطلاع تام بانتفاضة 15 خرداد في ايران ومعجبا ومتأثرا بها كثيرا وكنت أتابع تحركاته ومواقفه واستمع الى محاضراته وأقرأ كتبه عندما كان في النجف
ولكن بعد أن إكتشفت معدنه الحقيقي وبُعده عن الايمان بالله وولوغه في الدم البريء لجميع الشعوب ونواياه العدوانية وروحه الشريرة وأنفاسه المتوحشة رجعت في قناعاتي فيه وأصبح في نظري مجرماً دجالا قاتلا وتغير اسمه الى (المجرم خميني الدجال) وهذه هي حقيقته
وهذا شيء طبيعي لدى جميع رجال الدين وخصوصاً للذين درسوا الفلسفة وتعمقوا فيها فانهم وبالتأكيد سيصلون الى مرحلة يرفضون فيها الاعتقاد بالانبياء بعد أن يكتشفوا زيف الاديان وأكاذيب أدعياء النبوات
وكل ذلك من حقهم لانه يعتبر ارتقاءً في التفكير ورُقياً في الوعي ونضوجاً في الرؤى
وهذا لايعني أنهم ينكرون وجود الله
وهنا يجب التفريق بين (إنكار الأديان) وبين (إنكار الخالق)
فقد تجد إنساناً يذوب في الخالق عشقاً ولكنه غير مقتنع بادعاءات الانبياء بعد إكتشافه لأكاذيبهم
ويبقى شيئاً واحداً وهو الذي يمكن أن يكون صمام أمان في كبح شرور الانسان
وهو وصول الانسان الى درجة من الكمال والسمو الانساني والتي يكون عندها قلب الانسان فيها مليئاً بالرحمة والسماحة والحب
وهذه السجايا الطيبة ليس بالضرورة أن تكون متاحة لخميني وأمثاله وليس بالضرورة أن يكون قلبه مستودعاً لها
وهذا ما أفرزته النتائج عند سطوته على الحكم
وهكذا بالنسبة للامام علي
فعندما يكون رجلاً عادلا في بعض مواقفه فانه يكبر في نظري
وعندما يسفك الدماء بدون وجه حق ودون رحمة فهو مجرم وقاتل بعد أن يتحول الى وحش كاسر
وكذا الحال بالنسبة للنبي محمد
وما أكثر المواقف التي حرّض فيها ابن عمه الامام علي على تصفية الخصوم بطرق غير إنسانية بعد أن منح نفسه الحق في إزهاق أرواح العباد من مخلوقات الله
علينا أن نعرف أنه لايوجد في الانسان خير مطلق ولا شر مطلق
لأن الانسان وبطبيعة تكوين خليقته تكون نوازع الخير والشر تسري في عقله معاً
وعليه الفصل فيها والتحكم بها
ماهر سامر