ان الانسان مشدود ومجبول للظواهر الميتافيزيقية ويحاول بكل جهده ان يفسر اي شيء لأسباب غيبية ودينية، والسبب هو عجزهم عن معرفة الاسباب الطبيعية ، لذلك يلجئون الى الاسباب الغيبية.
ولنأتي بأمثلة حول التفسير الديني للأمراض وهي احد الحوادث التي نعيشها هذا اليوم، ففي العصور الوسطى حين كانت الكنيسة لها راي ميتافيزيقي للأمراض وليس علمي، مثلا يعتبر مرض الجدري انه عقوبة ولعنة إلهية، وانه بسبب خطايا البشر ولذك عليهم ان يتوبوا لكي يرفع الرب ذلك الوباء.
المثال الثاني هو المدير التنفيذي لقناة وصال الذي قال في احد لقاءاته ان جائحة كورونا هو وباء الهي مسلط لأعداء الاسلام ولذلك سيقضي على الشيعة وخصوصا ايران، لكن الامر الغريب انه توفي قبل ايام بكورونا. والمثال الاخر هو ان صديقي في الدوام وضع دعاء ويدعي انه لدفع اي مرض وخصوصا جائحة كورونا وهو (اني اريد امانا يبن فاطمة….) والغريب انه اول شخص تمرض بالجائحة.
يوجد مصداق اخر للتفسير الغيبي لكن هذه المرة المسالة متعلقة بالأرقام والتواريخ، توجد امثلة كثيرة جدا لكن لعدم الاطالة سأذكر مثال لكل حالة، الحالة الاولى وهي الارقام وخير مثال هي ارقام القوائم الانتخابية وربطها بأرقام آيات من القران لإضافة قدسية للقائمة وخداع الجمهور الناخب لهم.
الحالة الثانية هي التواريخ،
بالأمس رأيت وثيقة او كتاب من النظام السابق وفيه يشير الى تنفيذ حكم الاعدام بالسيد محمد باقر الصدر يوم 14 نيسان لا تسعة نيسان، بالحقيقة لم يتم نشر اي كتاب يوثق ان 9 نيسان هو التاريخ الحقيقي للإعدام ويوجد كتاب يثبت العكس. ان تفسير ذلك هو اضافة قدسية للسيد الصدر بان جعلوا يوم سقوط صدام هو نفس يوم اعدام صدام للصدر.
من خلال الامثلة السابقة نلاحظ ان الانسان يحاول بكل جهدة ان يفسر الاحداث بتفسير ميتافيزيقي وذلك يتعلق بعدة اسباب منها
1 – ان الأنسان يشعر بالضعف ويحاول ان يتصل بالقوة الاكبر ولذلك يتجه بهذا التفسير
2 – نتيجة عدم قدرته بتفسير الظواهر، لذلك يكون التفسير الابسط والاسهل هو التفسير الغيبي.
3 – وهذه النقطة هي الاهم بين النقاط السابقة وهي ان المتنفذين واصحاب الراي من مسؤولين يحاولون تفسير اي حدث او ظاهرة تفسير غيبي كي يوظفوها لصالحهم او اضافة قدسية لعملهم.
ان التفسير الغيبي للتواريخ والظواهر هي حيلة العاجزين اولا او حيلة السياسيين للاستمالة الناس البسطاء من خلال استغلال ايمانهم وبساطتهم.
اقول لهم ان الجيد والمحترم والكبير لا يحتاج ان تكبره بخداع الناس وفبركة تواريخ وآيات حسب المناسبة. الامر لا يحتاج ذلك.