بغضِّ النظرِ ” مؤقّتاً ! ” عن تصريحات الأيام القليلة الماضية التي ادليا بها رئيس الوزراء السيد العبادي ورئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب السيد حاكم الزاملي منّ أنّ التفجيرات الأخيرة التي جرى فيها افتتاح السنة الجديدة وما تبعها من تفجيراتٍ متلاحقة بأنها تفجيرات سياسية وحزبية وتهدف الى التسقيط السياسي ” على حدّ قولهما ” وذلك يعني أنّ الجهة التي ادارت عمليات التفجير هي ليست داعش ولا القاعدة ولا مرادفاتهما , علماً أنّ المواطنين او معظم المواطنين يدركون ذلك , لكن لا أحد بوسعه الإشارة الى ذلك حتى في ” السوشيال ميديا ” اذا كان مقيماً في القطر على الأقل .!لكنّ كلّ ذلك وسواه مما أشرنا له اعلاه , فلا فائدة منه ” ايّاً كانت الجهة المنفذة للتفخيخ وغيره ” أمامَ الأرواح التي تُزهق والأشلاء التي تتطاير , إذ من المؤسف أنْ تعددت الأسباب والقتل واحد .! ,قد يمسى , وقد يضحى ايضاً , أنَّ كلّ ما جاء في اعلاه ليس سوى هراءً × هراءْ جرّاءَ السنوات الفاجرة الثلاثة عشر من ديمومة التفخيخ والتفجير بنحوٍ يوميّ , لكنّ ما أهمَّ من ذلك كلّه ومن زاويةٍ ستراتيجيّةٍ خاصة ! : -فأنَّ تكرّر التفجيرات لمرّاتٍ عدّه في امكنةٍ محدّدة مثل < علوة جميلة , ساحة الطيران , الكرّادة , مدينة الصدر , وسواها ايضا > فهو الطامة الكبرى ! , إذ فطالما هذه الأماكن مستهدفة ومختارة لإكثر من مرتين حتى ! فهذا ليس بمقبول مهما كانت المسوّغات والمبررات الرسمية , فما نقوله هنا له معنىً وبعداً آخراً يمكن تفسيره ولو من زاويةٍ ضيقة على الأقل , ومؤدّاه ” مجازاً ” أن تترك الأجهزة الأمنية كلّ مناطق العاصمة وليحدث فيها ما يحدث ! وهو ما واقعٌ اصلاً , وتصبُّ كلّ جهدها وتركيزها وقوتها بهذه المناطق ” المحددة ” وتملأها برجال الأستخبارات والأمن والدوريات المدنية مع شبكةٍ من الكاميرات المخفية .أشكُّ هنا أن لا تدرك قيادات الأجهزة الأمنيّة بأنّ قطاعاتٍ واسعة جداً من المواطنين ” من خارج هذه المناطق المحددة , تتجنّب حتى المرور فيها إلاّ للضرورة القصوى .!ثُمَّ , فللإنصاف الموضوعي او حتى ” شبه الموضوعي ” , وثمّ ايضاً طالما أنّ الأجهزة الأمنيّة ” التي تبدّلت قياداتها لمرّاتٍ عدّة طوال السنين الماضية ” , وأنّ ما يحدث من عمليات القتل الجماعي والفردي يفوق قدراتها المتواضعة للغاية , فليس من المناسب إلقاء اللوم والنقد والعتاب على هذه الأجهزة مقابل استمرارية نزف الدماء المروّع , فينبغي ويجب وخصوصاً في ” المناطق المشار اليها ” أن يبادر اصحاب المحلات والعلوات والبسطات ..الخ , بتولّي والمبادرة الذاتية لمراقبة ايّ حركةٍ تثير الشبهات لعجلةٍ تتوقف هنا اوهناك , ومراقبة اتجاه سائقها , وايضا المراقبة المكثّفة لحركة وتصرفات المارّه من دونِ أن تسجّل الكاميرات ما يزهق من الأرواح في الوقت الضائع .! المطلوب أنْ يبادر المواطنون لحماية انفسهم ” استباقياً ” ودونما ترهّل , وليعتبروا ” سيكولوجياً ” على الأقل .! , أنْ لا جهة امنيّة بوسعها ضمان استمراية بقائهم أحياء .!