18 ديسمبر، 2024 9:06 م

التفاوض مع النظام الايراني لن يحقق الهدف الدولي

التفاوض مع النظام الايراني لن يحقق الهدف الدولي

بعد تنصيب الرئيس الجديد ابراهيم رئيسي، فإن النظام الايراني الذي يمر بأوضاع وظروف بالغة السوء، يحاول وبشتى الطرق وبشکل خاص بإطلاق تصريحات سياسية ذات طابع إستفزازي أو من خلال مايرد في وسائل إعلامه وذلك بتشويه وتحريف الحقائق أن يظهر تماسکه وانه لايزال يمسك بزمام الامور بين يديه، وليس ذلك فقط وانما وعبر تمويه إعلامي وکذب استخباري غير عادي يريد بعث الخوف والرعب في نفوس دول وشعوب المنطقة بصورة خاصة والدول والشعوب الغربية بصورة عامة من خلال تصوير نفسه وکأنه يمتلك العديد من الاوراق الخطيرة التي إذا لعبها فإنه سيثير الفوضى وعدم الاستقرار في مناطق عدة من العالم وليس في منطقة الشرق الاوسط فقط، والغريب انه لايزال هنالك في الغرب من يستمع الى هکذا تهديدات”جوفاء”و”خرقاء”و”سفيهة” ويتصرف بشکل يبدو وکأنه يأخذ الحيطة والحذر من نظام متزلزل الارکان بات يخاف حتى ظله أيضا، لکن إنفضاض 6 جولات من محادثات فيينا مع النظام الايراني ومن دون تحقيق أية نتيجة تذکر، لم تعد تبعث على الاطمئنان والثقة بنوايا هذا النظام وحقيقة مايخبئه خلف مماطلته وتسويفه خصوصا بعد التصريحات الخرقاء لوزير الخارجية الجديد أمير عبداللهيان الذي أکد على إنه سيسير على نمط الارهابي قاسم سليماني في مجال السياسة الخارجية، بل وان بعض الاوساط السياسية باتت تتحدث علنا عن ضرورة وضع حد لماراثون المحادثات العقيمة والسقيمة مع النظام الايراني وتدعو الى وضع آلية بديلة عن الاسلوب الحالي المتبع والذي أثبت فشله الذريع.
النظام الايراني الذي يستغل عملية التفاوض مع المجتمع الدولي کغطاء لتبرير شرعيته وديمومة إستبداده وقمعه ومصادرته لحرية الشعب الايراني وحقوقه المختلفة، يريد أيضا ومن خلال هذه المفاوضات أن يبقي الجبهة الدولية المضادة له”رخوة”و”غير متماسکة”، کي يستغل ثغرات ومسافات التباين والاختلاف بينها من أجل تحيق أهدافه وأجندته المشبوهة، خصوصا وانه يرى بأم عينيه کيف أن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يذهب من نصر سياسي کبير الى آخر أکبر منه و کيف أنه بات يحظى بمکانة وسمعة دولية طيبة بحيث أنها طفقت تبعث الامل والتفاؤل في قلوب ونفوس الشعب الايراني وتدفع بالنظام الايراني في نفس الوقت الى التشاؤم واليأس والتخبط، ولاسيما وان هذا المجلس وبشکل خاص بعد محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وعصابته التي أرادت تفجير التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، ومحاکمة حميد نوري، المسٶول السابق في النظام من جانب محکمة سويدية بتهمة مشارکته في مجزرة عام 1988، صار في نظر العديد من الاوساط والمحافل السياسية والاعلامية بمثابة معبر شرعي عن إرادة وطموحات الشعب الايراني.
لقد دعت المقاومة الايرانية وعلى لسان السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية الى عدم التفاوض مع هذا النظام لأنه لن يرضخ او يستمع لمنطق الحق والعدل وانما يفکر فقط في کيفية تهيأة وإعداد الظروف المناسبة لکي يبلغ هدفه بالحصول على السلاح النووي فهم ليسوا اساسا بأهل منطق وحوار، وان إنهاء التفاوض مع هذا النظام اليوم قبل الغد هو أفضل للمجتمع الدولي وأضمن له کي يحيل دون بلوغ هذا النظام لهدفه المشبوه خصوصا فيما لو إتبع المجتمع الدولي سياسة جديدة تعتمد على مبدأ دعم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية کحجر اساس.