في أحد الأيام وأثناء قيادتي للسيارة أنطفأت دون سابق إنذار، توقفت على جانب الطريق محاولا إصلاحها، لكن دون جدوى،
أتصلت بصديقي (أبو سعد )فجائني مسرعاً،
(ها خوية شبيها السيارة – ما أدري أنطفت وأني أمشي )،جرب أبو سعد أن يصلحها لكنه لم يقدر فأتصل بصديق ميكانيكي سيارات (فيتر )، وأخبره بذلك ، فقال له (أسحبها للمحل )،قام أبو سعد بسحب سيارتي إلى الفيتر، وصلنا بشق الأنفس بسبب الازدحام، فحصها الفيتر وقال ،(أخوية مكطوع القايش وعاوجة ولف )!!
أجبته قائلاً توكل على الواحد الاحد وصلح(أغاتي )،أكمل الميكانيكي تصليح السيارة، لكن بدأت مشكلة أخرى وهي الزيت، أصبح زيت المحرك يتناقص تدريجياً يوم بعد آخر، رجعت إلى (الفيتر )،قام بفحصها وقال المحرك سليم ويعمل بصورة جيدة – أذن ما المشكلة – قال غير نوع الزيت هو السبب.
بالفعل قمت بتغيير ماركة الزيت، و بعد فترة تكررت المشكلة، عرضتها على (فيتر )آخر ،قال نفس الكلام المحرك سليم قم بتغيير نوع الزيت. أجبته بالفعل غيرته، قال غيره مرة وثانية وثالثة حتى يستقر محرك السيارة، قمت بتغيير الزيت قرابة الخمس مرات، وعلى فترة زمنية أمتدت لثلاثة أشهر، بالفعل بعد جهد ووقت ليس بقليل، أستقر محرك السيارة بفضله تعالى.
لا يأتي الاستقرار إلا بعد المعاناة والشدة، ولا ينال الإنسان مراده من أول مرة ، بل يبقى يبحث عن الحلول المناسبة، ويحاول الوصول إلى أحسن النتائج،
العمل السياسي صعب ومحفوف بالمخاطر والتقلبات السياسية وأيدلوجياتها المتغيرة حسب الظروف الداخلية والخارجية للبلد.
يجب على المواطن أن لا ييأس، وأن يحاول التغيير السياسي، نحو الأصلح بما يراه هو، والتصحيح لا يأتي والشارع في حالة إحباط سياسي، والمجتمع تسوده حالة من الجزع والغضب وفقدان الثقة بأغلب الطبقة السياسية.
لابد من إصلاح ما فسد، والعمل على إستبدالة بما هو أصلح و أكفئ ، فالتغيير قادم بأذنه تعالى، والانتخابات على الأبواب، وحينها يكون الجمهور ،هو صاحب القول الفصل ، و الإتيان بأناس محل ثقة، لكي تحكم هذا الشعب المسكين ، الذي أتعبته الحروب و الويلات، وكذلك الحكومات المتعاقبة. نأمل من العلي القدير أن يكون الناس على مستوى عالي من المسؤولية، والاهتمام بموضوع الانتخابات، لأنه السبيل الوحيد للتغيير والخروج بالبلاد والعباد إلى بر الأمان.