يقول لي صديقي لا حل إلا بالتغيير , وتجد كتابات وخطابات التغيير في مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المتنوعة , ومحطات البث الشخصية على اليوتيوب , ولا تعثر فيها على آليات التغيير , سوى القول بأن القوة الفلانية ستغير الواقع وتأتي بغير القائمين على حكم البلاد , ويمكن إجابتهم بالمثل الشائع ” بعيد اللبن عن وجه مرزوق”!!
التغيير يكون بتغليب المصالح الوطنية على المصالح الشخصية , وذلك يتحقق بأن تعمل كل مدينة لتأمين مصالحها وتأكيد وجودها المعاصر , بالعمران والتفاعل الأخوي الإيجابي الخلاق.
ويبدو أن الأطماع إقتضت أن تنتشر الدواوين في أرجاء البلاد , ليتحقق التصارع بينها ولتتمزق المدن ويتشظى المجتمع.
والمطلوب أن تتحول العشائرية إلى قوة دفع لتأمين المصالح الوطنية , فأصحاب الدواوين وشيوخ العشائر عليهم أن يشجعوا أبناءهم على الجد والإجتهاد والإبداع والتعليم , وإتخاذ سبيل العلم منطلقا للقوة والرقاء. فلو عملت كل عشيرة على تطوير قدراتها المعرفية والعلمية والإقتصادية والعمرانية , وأظهرت للطامعين حرصها على مصالحها وحياة مدنها ومواطنيها , فأن الآخرين سيرتدعون , ويذعنون لإرادة الحياة المتدفقة من سلوك أبناء المدن والعشائر.
علينا أن نتعلم من منطلقات سايكس بيكو المنبثقة من فهم إجتماعي لسلوك مجتمعات الأمة المرهونة بالقبلية والعشائرية , فصارت دولها المصطنعة في صراعات إستنزافية متواصلة , وبموجب ذلك وجد الطامعون أن تقسيم المجتمع إلى عشائر ونشر الدواوين , وسيلة مثلى لإذكاء الإحتراب الداخلي والوصول إلى تأمين تقسيم المقسم , وتأكيد الفوضى الخلاقة , التي يضيع فيها الأمن , ويتسيّد الظلم والفساد , وتتأسد العصابات ذات المناهج التضليلية.
يجب أن نتعلم كيفيات قلب السحر على الساحر , الذي يريد قتلنا بما نريد , وعلينا أن نحقق ما نريد بوعي وتفاعل أخوي وإعتصام بإرادة وطنية ذات راية جامعة.
يا دواوين بلادي إقتدي
بسلوكٍ مستقيمٍ أحمدي
يا سراة القوم يا نور العلى
لا تكونوا كلهيبٍ مُخمَدٍ
شيّدوا فيها صروحا سامقت
كل موجودٍ بشعبٍ أسْعدِ
د-صادق السامرائي