أمر مثير و ملفت للإنتباه و فيه الکثير من المفارقة عندما نجد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي وضع کل إمکانياته من أجل التدخل في بلدان المنطقة و إجراء التغييرات فيها کما يحلو له، وهو يواجه نفس الامر الذي کان يعمل من أجله بالنسبة لبلدان المنطقة أي التغيير.
الانتفاضة الايرانية الواسعة الرافضة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تدخل اسبوعها الثاني على الرغم من کل مابذلته السلطات الايرانية من أجل السيطرة عليها، يبدو إنها وعندما رفعت شعار”الموت للديکتاتور”، والذي تقصد به المرشد الاعلى للنظام، فإنها قد أفصحت عن هدفها الاهم وهو التغيير الجذري في إيران، ذلك إن المرشد الاعلى للنظام هو حجر الاساس و الزاوية للنظام کله و بإزاحته فإن النظام کله لن يبقى له أي معنى أو وجود ذلك إنه بني على أساس السلطة الانفرادية الاستبدادية للولي الفقيه، أي المرشد الاعلى.
شعار (لاغزة لا لبنان، روحي فداء لإيران ) و شعار(أترکوا سوريا و فکروا في حالنا)، من أهم الشعارات المرفوعة من قبل المنتفضين بعد شعار(الموت للديکتاتور)، وهذا مايعني إن المنتفضين يرفضون سياسة التدخلات في بلدان المنطقة و يطالبون بإنهائها، وإن إنهاء التدخلات کإنهاء القمع من جانب النظام الايراني حيث يٶثر سلبا عليه و بقوة ذلك إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد بني على أساس رکيزتي قمع الشعب الايراني في الداخل و تصدير التطرف و الارهاب و التدخلات في المنطقة و إن هناك ترابطا و تداخلا قويا بين الرکيزتين لأنهما يعتمدان على بعضهما البعض وإن غياب أو فقدان أحدهما يعني فقدان الآخر، ولهذا فإن النظام الايراني يتخوف کثيرا من هذه المطالب و يزعم إنها فتنة لأنها تستهدفه من الاساس و تعمل من أجل التغيير، وإن فتح الابواب أمام أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة للذهاب الى إيران و التدخل لصالح النظام، يدل على مدى و درجة تخوف و رعب النظام من الانتفاضة وماصارت تمثله من خطر کبير عليها.
التغيير في إيران کما أکدنا مرارا، سوف يکون له تأثيرات و تداعيات قوية جدا على الاوضاع في العراق و الذي أبتلي بتدخلات هدا النظام، وإن سقوط هذا النظام يعني سقوط مشروعه في العراق مما يعني أن أذرعه في العراق ستبقى من دون غطاء و سند و من دون الخط السياسي ـ الفکري المرسوم لها، خصوصا وإن سقوط المرشد الاعلى يعني إن نظرية ولاية الفقيه تنهار من أساسها فلايبقى هناك أي مشروع تعمل عليه هذه الاذرع، وبإعتقادنا فإن ذلك اليوم سيکون يوما خالدا في تأريخ العراق لأنه سينهي کل الاوضاع الشاذة في العراق و الى الابد.