بقدر مانجد هناك تسارعا في الاحداث والتطورات الدولية المرتبطة بإيران وتجاوزها الحدود المألوفة، فإننا نجد هناك أيضا وبشکل مواز ومتزامن معها تسارعا ملفتا للنظر في الحراك الشعبي الايراني وإتساع دائرة الاحتجاجات والاضرابات والاعتصامات، الى جانب نشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق والتي تقوم بنشاطات وتحرکات تقوم خلالها بإستهداف مقرات والمراکز الامنية والتعبوية والدينية للنظام وتقوم بحرقها وکذلك نشاطات مجالس المقاومة التي تقوم بعمليات التوعية السياسية الفکرية کل ذلك مهد لحالة ووضع جديد لم يکن مألوفا من قبل وغيرها خصوصا من حيث لم عدم إکتراث المواطنين الذين يقومون بنشاطات إحتجاجية بالاجهزة الامنية وحتى تحديها، وهو مٶشر ودليل على إن الاوضاع الداخلية تسير بإتجاه الاستعداد للمزيد من التصعيد.
مشکلة النظام الايراني الاساسية والکبرى ليست مع الولايات المتحدة الامريکية لوحدها کما يسعى للإيحاء من خلال تأکيده على العقوبات وتعليق کل حالات أخطاء وفشل النظام على شماعتها، کما إنها ليس مع الدول الاوربية کما يسعى أحيانا قادة في النظام للإيحاء الى ذلك ونعت الدول الاوربية بأنها تنفذ مخططا أمريکيا ضدها، ومع إن هناك مشکلة النظام مع بلدان المنطقة التي عانت وتعاني الامرين من التدخلات السافرة لهذا النظام، لکن ومع ذلك فإن مشکلة النظام الايراني ليست مع بلدان المنطقة التي ترفض تدخلاته في شٶونها الداخلية وتطالب بإنهائه.
المشکلة الکبرى والاساسية للنظام، إن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يعلمون جيدا بالاوضاع القلقة والمتوترة والوخيمة في نفس الوقت للنظام، کما إن المجتمع الدولي وبشکل خاص الدول التي لها تقاطع مع النظام الايراني تعلم جيدا بالاوضاع الداخلية المتوترة وبأن الشعب الايراني لم يعد يأبه للنظام وأجهزته الامنية وممارساته القمعية التعسفية، بل يبدو واضحا ومن خلال تصاعد التحرکات النشاطات والتحرکات الاحتجاجية و تزايد دور المقاومة الايرانية داخليا وإستمرار الاشارة لها من جانب قادة ومسٶولين في النظام بأن حاجز الخوف الذي عمل النظام على بنائه بإحکام طوال 40 عاما ومنحه جل إهتمامه، قد صار مجرد حاجز وهمي وقد إنهار بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون2017 ، والذي أصاب النظام بالرعب إن مصير هذه الانتفاضة لم تکن کإنتفاضة عام 2009، حيث إنه ومع إخمادها إنتهت کل النشاطات الاحتجاجية، بل إن النشاطات الاحتجاجية بعد الانتفاضة الاخيرة مستمرة والذي يجعل هذه الانتفاضة تمهيدا لعملية التغيير الکبرى في إيران أي بإسقاط النظام هو إنه قد نجمت عن هذه الانتفاضة تأسيس معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة الى جانب إن الشعب الايراني قد صار معبئا ضد النظام في داخل وخارج إيران بحيث إنه يمکن القول وبکل ثقة وإطمئنان بأن التغيير في إيران قد أصبح ممکنا الان أکثر من أي وقت آخر.