لم اقف يوما حائلا ومتعصبا ازاء كل معلومة ترتقي لمستوى الفكر والتطور بل كنت دائما أحث على البحث وأستنتاجه والمثابرة وارتداء ثوب العلم ,لاني ارى في ذلك ترويض للعقل وتجديد لخلايا الانسان نحو بناء مجتمع يستطيع مواجهات تحديات العصر ومحاربة الاضطرابات والقضاء على الجهل , كما قال الامام علي عليه السلام (الجاهل ميت وأن كان حي ) فبالعلم ترتقي المدن وتحلوا الحياة وترتفع الامم بين العالم وتسمو وسط كل محفل, بعد التغير في عام 2003 سعينا جاهدين وبكل مانملكه من شعور على التمسك بزيارات العتبات المقدسة حتى أصبحت عنوان لبعض الناس ومنهاج عمل دأب عليه , ولكن هل سألنا بعضنا البعض خلال تسع عشرعاما من الزيارات المتواصلة واطلق عليها الزيارات المليونية وهل كانت لها تغير في السلوك الاجتماعي بحيث سمحنا لأ نفسنا ان نهتدي ونسير على سبل من نزورهم كشموس لنا في عالم الخليقة لا اتصور أن القلوب مررت همومنا وافعالنا حينما تقع علينا المشاكل نتغاض فيها اللوم والعتب , ومن الجانب الاخر الذي يهمني فيه الامر أن هنالك الألوف من حملة الشهادات العليا والكليات والمعاهد يستنظرون تعينهم كحق طبيعي يطمح له المواطن في بلد غاصت فيه الركب وتراشقت فيه كل معاير الجودة , فلم تكن للشهادة دورا نافعا ولاتجدي لك سبل النجاة والخير بعد دراسة وجهد وعناء مرت بحياتك رغم كل الظروف والمعطيات وماتحملته من قساوة زمن ووقت صرف في المذاكرة والمطالعة , سنين كانت تعني لك صراع وحرمان وأنين رافقت معك ونجلت عليك بعجاف وتمنيت ان تسرق عقود الزمن لتصل الى النهاية ثم تر النور وحصيلة ما قمت به من عطاء ليجعل لك دورا مهما في المجتمع وتستطيع ان تعيش بشرف لما جنيته من ثمرة التعب , ولكن مانر اليوم في بلدي الذي سرق من افواهه فرحة التخرج والحاصل على التعليم العالي والمثقف الذي يسعى ان يكون اشعاع وتمددت به احلامه حيث اليأس , لو أستعرضنا كل مايدور في بلد انعم الله عليه بالخير وسيل من الموارد الاقتصادية والسياحية لو توزعت بشكل عادل على جميع افراد الشعب لكنا من السعداء وربما تنحسر كل مشاكلنا وظروفنا الاجتماعية بشكل ضئيل لايؤثر على سلوكيات الفرد, اليوم التعينات وتدوير المناصب وتبادل المسؤوليات تخضع الى المقايضة والمحاصصة لا على اساس الكفائة والخبرة والروح الوطنية ولاتخلو الى اسلوب القوة والتهديد فتجد ان بعض الاحزاب أن لم تكن جميعها تسعى لتعين كل عناصرها حتى لو كلف ذلك التجاوز على القانون وعلى حقوق المجتمع فلم يروا بذلك الانصاف والعدالة مع العلم ان بعضا من تلك العوائل تجد ان جميع افراد الآسرة يتربعون في مراكز الدولة ويسعون الى تعيين اقربائهم وابنائهم بالوراثة , وترك ابن الفقير المجتهد والحاصل على الشهادة بدرجة الامتياز والمهندس والخبير ماكثا في داره يبحث عن لقمة العيش وبذلك فقدنا الرجل المناسب ليزج في الموقع الذي يلائمه ليرمم عجلة التطور الى الامام , كي لايبقى البلد ناقص الخبرة ولاتتجد فيه دماء الفكر والعلم , هذا سيخلق فجوة متباعدة بين نظام الحكم والعاطلين عن العمل والخريجين الذين لم يأتي دورهم في التعين وبقوا يركنون شهاداتهم وماجنوه من حصيلة دراسة متتالية على دكة الانتظار او بين رفوف النسيان لتتراكم عليها رمال الزمن ويندثر محتواها , لهذا سوف يلتجىء الكثير منهم الى الاعمال الحرة وهي قليلة وتسبب ضغط على بقية الاعمال والوضع المعاشي العام اضافة الى المضاربات التجارية والصناعية ناهيك عن خروج البعض منهم ليمتهن اعمال خارجة عن القانون من تزوير واعمال قد تؤدي اضرارا في بناء المجتمع وضياع الفرد العراقي ان لم تجد الدولة منهاجا وخطط مستقبلية لمعالجة تلك الظواهر الخطرة التي تهلك البلاد وتفكك الاسر , اجد من الضروري ان يكون التعين فيه معيار العدالة ومن خلال التقائي بالكثير من الناس في مجال عملي او في المناسبات العامة لم اجد شخصا قد حصل على تعين في دوائر الدولة بكافة تشكيلاتها مالم يخضع الى الابتزاز المادي والمحسوبية ,حتى التعينات الاخيرة في مجال التربية لاتخلوا من المقايضة والمنسوبية , ولم تستطيع الدولة ايقاف هذه الاعمال لعدم وجود الرادع وتطبيق القانون بشكل واضح وقوي على المفسدين والسارقين المال العام والعابثين بإرواح الناس وممتلكاتهم , لا زال العراق يخضع لتلك الاعمال ولم نسمع يوما ان وزير ما او مدير عام من الحزب الفلاني قد احيل الى المحكمة وامتثل امام القضاء لينال جزائه كخطوة خير في طريق السلام لبناء مجتمع يقلل درء الفتن والاضرار الحقيقية وينقلنا من مجتمع متفكك مرتشي سادته في الفترة الاخيرة أنتشار ملحوظ في تعاطي المخدرات وكانت واضحه وطفحت للسطح لتعاقر الفساد والخراب الحكومي في كافة الدوائر , ولكن هذا لايمنعنا ان نقول ان هنالك رجال في العراق وطنيين يسعون لاعادة بناء البلد في كل الاتجاهات وان كانوا بشكل لايظهر للعيان كون الفساد يغلب على كل شيىء .