23 ديسمبر، 2024 11:24 ص

التعليم تحت مطرقة السياسة ؟

التعليم تحت مطرقة السياسة ؟

عاش العراق طيلة عمر وجوده وتاسيس الدولة العراقية على اساس المكونات والقوميات ، وتعدد الوانه فالعراق يختلف عن بقية دول المتطقة ، كونه خضع لعدة معطيات سياسية وأجتماعية وتاريخية مما شكل خصوصية له وتميز عن باقي الدول والمجتمعات ، فهو يمتلك قوميات واديان واثنيات متعددة ، الى جانب تعرضه لغزوات واطماع جعلت منه تاثيراً خاصاً في تعامله مع العملية التربوية والتي تشكّل اليوم عنصراً هاماً في عملية البناء والركيزة الاسياسية في دعم الاقتصاد والتنمية ، ولقد تاثرت هذه العملية بمجملها بالفعاليات السياسية وحراكها منذ نشوء وأعلان الدولة العراقية في بدايات القرن العشرين ولحد الان ، وان إعادة انتاج العملية التربوية والتعليمية في العراق تحتاج الى وضع اسس معرفية جديدة وصياغة تربوية وتعليمية عقلانية تتسق مع هذا التنوع ، وأعادة بناء المؤسسات التعليمية وفق رؤى تستمد مقوماتها من تاريخ وحضارة المجتمع العراقي وفق الامكانيات المعنوية والمادية المتوفرة ، كما ان من اهم الخطوات لإعادة النظام التعليمي في العراق إلى ما كان عليه، ومن هذه الخطوات تفعيل قانون التعليم الإلزامي الذي كان معمولاً به سابقا ، وإعادة النظر في المناهج الموجودة بنحو دقيق وكامل، بما يواكب العصر وحاجة المجتمع والتطلّع إلى المستقبل ، والاستغناء عن المناهج التي فرضها الاحتلال ومن تولوا السلطة حيث أصبحت المناهج مرتعا خصباً للنفس الطائفي، وأكد على ضرورة إشراف الوزارة على وضع منهج تدريسي يراعي مسائل الصحة النفسية لدى المعلم والمدرس، إلى جانب المستوى الأخلاقي والثقافي ومراعاة الأمور الإنسانية لدى الطلاب.

ان عملية تطوير النظام التربوي وتحقيق أهدافه الاساسية يحتاج الى إعادة النظر جذرياً في مكوناته الاساسية ( المعلم ، المناهج ، الادارة ) والعمل على رفع مستوى الهيئات التعليمية والكوادر الادارية ، والسعي الجاد الى استقلالية النظام التربوي عموماً وعدم خضوعه لاي ضغوط او ابتزاز سياسي ، وأن يكون بمنأى عن أي تدخل حزبي او فئوي فيه ، وترسيخ منهجية علمية معاصرة تنسجم مع التحولات البنيوية في العراق الجديد ووفق رؤية ومنهاج جديد يعتمد المهنية في إعداد الخطط والمناهج لكافة المستويات ووفق رؤية تعتمد التطور الحاصل في كافة المجالات ، الى جانب أستخدام الوسائل الحديثة في التربية والتعليم وبما يحقق التطور العلمي وتطوير ذهنية الطالب وبكافة المستويات ، والاهتمام بالمستوى العلمي للاستاذ ومواكبته للتطور الحاصل في العالم ، عبر دورات مستمرة في كافة الاختصاصات العلمية والادارية وبما يحقق مواكبة هذا التطور وتوفير سبل نجاح العملية التربوية في البلاد .