يتناول كتاب “الحياة في طبعتها الثالثة: الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي” لمؤلفه ماكس تيغمارك، بشكل رئيسي تأثير الذكاء الاصطناعي على البشر في المستقبل، حيث يعرض موضوعات مثل احتمال ظهور ذكاء اصطناعي متفوق على البشري وكيفية التعايش مع الآلات الذكية. كما يناقش التأثير على العمل والجوانب الأخلاقية لضمان استخدامه بشكل صحيح. ويتطرق لاحتمال تحول البشرية لمرحلة جديدة، بالإضافة إلى طرق تجنب مخاطر فقدان السيطرة على الذكاء الاصطناعي المتقدم. فهو يسلط الضوء على أبرز تداعيات هذه التقنية على الإنسان ومستقبله.
إن التعليم هو الحل الأمثل لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي في المستقبل، حيث يجب تطوير مناهج التعليم لتشمل مواضيع الذكاء الاصطناعي، وتدريب المعلمين على استخدام تقنياته في التعليم، كما يجب إكساب الطلاب مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات والتعامل مع البيانات الكبيرة، إضافة إلى تطوير برامج تأهيلية لسوق العمل المستقبلي وبناء شراكات بين قطاعي التعليم والصناعة لضمان تواكب المهارات لمتطلبات العمل في عصر الذكاء الاصطناعي.
يمكن للمدارس تنفيذ برامج فعالة لتدريب المعلمين على الذكاء الاصطناعي من خلال عقد دورات تدريبية قصيرة المدى خلال فترات العطلات المدرسية وورش عمل تفاعلية بالتعاون مع الجامعات والشركات، كما يمكنها توفير برامج تعليم إلكترونية ومنح إجازات للمعلمين للحصول على درجات علمية في هذا المجال الحيوي، بالإضافة إلى الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي نفسها في عملية التدريب لتحقيق الأهداف بكفاءة عالية،كما يمكن للمعلمين الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم من خلال استخدام الأنظمة الذكية لتقديم محتوى تعليمي متنوع وتفاعلي يعزز التعلم، كما يمكنهم الاستعانة بالمساعدات الرقمية لتقييم الطلاب ومساعدتهم، فضلا عن استخدام تقنيات الواقع المعزز والافتراضي لتنمية المهارات العملية لديهم. كما يتاح للمعلمين مشاركة الدروس والأنشطة باستخدام أنظمة التعلم عن بعد القائمة على الذكاء الاصطناعي.
في هذا الكتاب، يقدم ماكس تيغمارك نقاشًا حول الأبحاث الجارية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويستعرض العواقب الإيجابية والسلبية المحتملة لهذه الأبحاث في مجالات متنوعة مثل الحرب والعدالة وسوق العمل. كما يستكشف الطرق التي ستؤدينا إلى حقبة جديدة هي حقبة الكوكب 3.0 حيث سيعيش الإنسان معاً مع آلات ذكية.
مثلما سلط الضوء على أحدث الأبحاث والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، محللاً الفرص والتحديات التي قد تنشأ عن تقدم هذه التقنيات في مختلف المجالات. كما ناقش قضايا مثل التأثير على سوق العمل، والأمن القومي، والتنمية الاقتصادية، متسائلاً حول المستقبل الذي ننشده للبشرية على كوكب الأرض بما يضمن استدامة التقدم التكنولوجي.
وبأسلوبه المشوق والسهل الاستيعاب، يقوم ماكس تيغمارك برسم خارطة طريق لوعود ومخاطر الذكاء الاصطناعي. وهو نقاش حيوي يستدعي التفكير العميق والمشاركة الفاعلة في إبراز المخاطر المحتملة المرتبطة بتقدم هذه التقنيات، ومن أهمها خسارة العديد من فرص العمل للبشر وظهور أسلحة ذكية قد تشكل خطراً، بالإضافة إلى إمكانية تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي عام لا يمكن السيطرة عليه. كما يناقش الكاتب مخاطر تركيز الذكاء الاصطناعي على أهداف بشرية غير متوازنة، وتأثيره على سوق العمل والعلاقات الاجتماعية وزيادة التفاوت بين الناس.
ويمكن معالجة المخاطر المحتملة لتقدم الذكاء الاصطناعي من خلال وضع إطار تنظيمي يوجه تطوره بأخلاقيات صارمة، إضافة إلى تدريب العاملين على مهارات المستقبل ودعم القطاعات غير القابلة للاستبدال. كما يمكن إعادة توزيع عائداته على المجتمع ودمج الأخلاق في تصميم الأنظمة الذكية. وتعزيز التعاون بين الجهات ذات العلاقة عبر فتح قنوات اتصال بينها للوقوف على التحديات ووضع الحلول الفاعلة لها.