اصبح التعليم في عصرنا هذا فضاء لتعلم المهارات وليس مجالا لحفظ المعلومات بأشراف التربويين . حيث اصبحت المعلومات متوفرة وجاهزة عند الطلب وبسرعة فائقة بفضل تكنلوجيا العصر الانترنيت. ولهذا عندما دخل العالم في عصر التكنلوجيا الحديثة وخاصة في الالفية الثالثة ظهرت حاجة ملحة لإعادة النظر في التعليم عموما اي النظر في العلاقة بين المعلومة –والطالب –والمعلم- وتوظيف المعلومة ما بعد التعلم المهاري . كان التعليم قبل ذلك يعتمد على المعلومات وحفظها بإشراف المعلم وكانت عقول الطلبة مرتبطة بما يتعلمونه من المعلم. الان الامر لم يعد كذلك لثلاثة اسباب رئيسة
* ان المعلومات اصبحت متوفرة ومتيسرة بشكل كبير جدا حيث يستطيع الطالب الحصول عليها من غوغول وغيرها من ادوات البحث عن المعلومات في الشبكة العنكبوتية
* لم يعد الطالب بإمكانه حفظ المعلومات لكثرة انشغالاته وارتباطه وملله واكتئابه وقلقه وتنوع طرق التسلية
* الطالب اصبح يشعر انه بحاجة الى مهارات اكثر بكثير لتوظيف المعلومات التي اصبحت في المتناول
حيث يقول الصحافي الامريكي توماس فريمان المستقبل ليس ما يعرفه الطالب من معلومات ولكن المستقبل ماذا يفعل بهذه المعلومات و كيف يوظفها في هذا العصر وبعده اصبح حيث امام الطالب عدة خيارات حيث بإمكانه ان يتعلم او لا يتعلم او يعيد التعليم ولم يعد المعلم المحرك الرئيسي في العملية التعليمية . اصبح الطالب يعيش في حالة قلق وتوتر واكتئاب وتعاسة و اصبح نتيجة لذلك يبحث عن طرق للحصول على السعادة والخروج من الرتابة والكأبة فلابد له من اللجوء الى ما هو ايجابي وايجاد المهارات الذكية وتوظيفها من اجل الاستمرارية في البقاء والعيش بسعادة
وهذه ما حدث في كوريا الجنوبية. حيث اته الطلبة اتجهوا بمساعدة النظام التعليمي الى ابتداع الطرق الذكية لتوظيف الفيض الهائل من المعلومات. واصبح النظام التعليمي في كوريا الجنوبية من افضل الانظمة في العالم وبدا هذا البلد بفضل نظامه التعليمي غير التقليدي من انجح البلدان في الميدان التكنلوجي والرقمي وفي ميدان الذكاء الاصطناعي
وكذلك الحال في فنلندا حيث يعتبر النظام التعليمي هناك من افضل ما هو موجود في العالم. حيث يتميز هذا النظام التعليمي بإعطاء الحرية الكاملة للمتعلم حتي يصل عمرا معينا مما يفتح الافاق امام المتعلم للتعرف على ما هو موجود في عالمه ويصبح التعليم مجرد لقاء وتجمع ليس غير وللمتعلم الحرية في الاختيار
اما في الولايات المتحدة فالتعليم كما يقول الخبراء على وشك الانهيار ولا يقارن بما هو عليه في كل من كوريا وفنلندا. الا ان التعليم لم ينهار في الولايات المتحدة وذلك يرجع الى هجرة الادمغة من دول العالم الاخرى ونجاح امريكا باستقدامها وخاصة المتفوقين الذين تعطى لهم الافضلية في الدخول الى الولايات المتحدة
ويقول الخبراء ان ما يحتاجه الطالب في عصرنا تعلم المهارات من امثال المهارات الآتية:
* التفكير النقدي (Critical Thinking)
* حل المشكل بطرق خلاقة (Creative Problem Solving)
* اجادة الاتصال(Communication)
* التشارك في العمل (Collaboration )
* الترتيب الذاتي لأوقات الفرد (Time Management)
* العمل والتفكير الايجابي ((Positive Thinking
حيث يقول مدير البنك الدولي في احد المؤتمرات الدولية ان القطاع الخاص في اي دولة يعتبر العجلة الرئيسية للاقتصاد ومن يقود هذه العجلة هي الحكومة اما التعليم فيعتبر وقود هذه العجلة.
لذا يتوجب علينا ان نتكيف ومتطلبات عصرنا هذا وعدم الابقاء على الاساليب التقليدية القديمة في مجالات الحياة وخاصة في ميدان التربية والتعليم وعلينا تعويد اجيالنا على التعلم وليس فقط على التعليم. ليتعلموا التفكير الايجابي وتوظيف مهاراتهم يشكل خلاق وادارة اوقاتهم بنفسهم وعدم تبذير الوقت وليتشاركو في المشاريع ثنائية النفع