18 ديسمبر، 2024 3:44 م

التعقيدات المتداخلة في قطاع غزة ( حديثٌ ذو خصوصيّة )

التعقيدات المتداخلة في قطاع غزة ( حديثٌ ذو خصوصيّة )

 1 \ :   نؤشّر ونذكّر اولاً أنّ قطّاع غزة كان يخضع لسيادة الدولة المصرية الى غاية اليوم الأخير من حرب حزيران لعام 1967 , واذ اعقب ذلك زيارة السادات لإسرائيل وتوقيع معاهدة كامب ديفيد بعد نحو5 سنواتٍ من حرب تشرين \ اكتوبر عام 1973 , وما جرى من تنفيذ بنود المعاهدة وانسحاب اسرائيل من سيناء على مراحل , بعد اغتيال السادات سنة 1981 .. ثمّ ما جرى  بشكلٍ او بآخر ! وكأنه اتفاق بين تل ابيب والقاهرة لتسليم ادارة قطاع غزة الى الفلسطينيين , ودونما استرسالٍ في تفاصيلٍ ماضية , الى ان غدت الأمور أن تتسلّم حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس ادارة وقيادة القطاع , وهما حركتان يمكن القول انهما منشقتان ومتمردتان عن السلطة الفلسطينية .

الى ذلك فالمجتمع الغزاوي ذو طبيعة متديّنة وقد اندفع بها اكثر جرّاء الضغوط الإسرائيلية وضغوط حماس والجهاد الأسلامي اللتان تتحكّمان بمقدّرات القطاع وسكّانه , وفي كل او معظم شؤونه الحياتية .

2 \ : قبل الإنتقال الى الفقرة الأوسع نطاقاً , فنسجّل أننا وبالطبع لا ندعو لإلتزام الصمت أمام ايّ عدوانٍ اسرائيلي في عموم الأراضي المحتلة سواءً من اعدامات واغتيالات وتفجير مساكن الثوار..الخ , كما لاندعو هنا الى عدم الرّد بالنار على هذه ةالتجاوزات الأسرائيلية , لكنما ينبغي ان لا يقتصر وينحصر الرّد على هاتين الحركتين فقط , بل وجوب مشاركة المنظمات الفلسطينية الأخرى ومن امكنةٍ متباينة داخل الأراضي المحتلة < وربما من خارجها وفق الظرف السياسي للدول العربية المحيطة او بعضها > , ومهما بلغت القوة اتسليحية والنارية لتلك المنظمات من تواضعٍ او حتى اقلّ .

   ثُمَّ , وبالإشارة الى المعركة الدامية الأخيرة بين الصهاينة وحركة الجهاد الأسلامي , وما تسببت من قتل واصابة اعداد هائلة من المدنيين وتدمير ابراج وبنايات سكنية وانعدامٍ كلّيٍ للخدمات الحياتية , وارتفاع حدّة المعاناة البشرية الى اقصى درجاتها , وهذا ما كان يتكرّر في كل المعارك السابقة بين القيادة الإسرائيلية والقُطّاع المستهدف دوماً والذي كأنه السوح الوحيد والصغير للصراع العربي او الفلسطيني – الإسرائيلي , وكيما لا تتكرّر هذه التراجيديا مرّة اخرى ” وهي متوقّعة ” , فتقتضي المقتضيات وتتطلّب المتطلّبات دراسة او اعادة دراسة لإدخال قوات تابعة للسلطة الفلسطينية وانتشارها في ارجاء واجزاء القطّاع , وربما حتى لإدخال قوات مصرية او عربية ايضاً , وعلى ان تكون مثل هذه الدراسة مستفيضة ومتأنّية وبإشراف نخبٍ قيادية مستقلة , وربما يغدو دَورٌ ما لجامعة الدول العربية في ذلك , إنّما وكما المحنا أن لا يُفهم من ذلك هو منع او وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية المضادة او المتضادّة لأيّ اعتداءاتٍ  صهيونية اينما كانت , حيث بوابات التكتيك العسكري – السياسي تبقى مفتوحةً على مصراعيها في مثل هذا الأداء القتالي وديناميّته المتحركة .