23 ديسمبر، 2024 5:46 ص

التعدد يُضيع الانتماء

التعدد يُضيع الانتماء

هنالك جوانب في الحياة لاينفع معها التعدد بل أنه غير ممكن ، كالوطن والدين ..والعقيدة السياسية..
أمور أخرى من الممكن التعدد فيها، كالزواج بأكثر من زوجة بالنسبة للمسلمين، وحمل اكثر من جواز سفر، لكنه يقضي على الانتماء .
عندما يكون للرجل اكثر من زوجة ، لايمكن ان تكون له حياة زوجية حقيقية وتكون له زوجة ينتمي لها وتنتمي له لتشكيل عائلة نموذجية ، مهما قال المدافعين عن تعدد الزوجات ..
قال الله ؛ (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم )..والمفسرون لهذه الآية يقولون انها تعني العدل القلبي اي في الميل والمودّة لانها خارج استطاعة الانسان..
قد يستطيع الرجل ان يعدل بين نساءه في الامور المادية والحقوق ، لكنه غير قادر على التحكم في مشاعره الداخلية كالحب والعاطفة ..وهذا ظلم قسري!
من يملك اكثر من جواز سفر يفقد انتماءه الوطني لانه يتوزّع بين وطنين مزعومين وليس له وطن يرتبط به مصيره ومصير اولاده.
سوف يجد نفسه ، مُجبراً، على التصرف بشكل انتهازي ويتنقل بين الوطنين حسب ماتقتضي مصلحته.
( لاحظوا سلوك السياسيين العراقيين من مزدوجي الجنسية، لديهم وطن يسرقون منه ، ووطن يستثمرون فيه سرقاتهم).
انهم لايكترثون كثيراً بمستقبل الوطنين الأثنين معاً ،لانهم يملكون الوطن البديل عندما تسوء احوال احدهما ينتقلون الى الآخر..
من يملك اكثر من بيت، لايشعر بحرارة وحميمية المنزل الواحد الذي تدور فيه كل احداث حياته.
اعرف اشخاصاً لديهم العديد من السيارات لكنهم لايشعرون بمتعة ان تكون لهم سيارة واحدة يحبونها ويعتنون بها..
الملياردير المصري “سويرس” ، قال قبل ايام ، انه يتمتع بفلّته القديمة اكثر من قصوره العديدة الأحدث والأفخم.
السبب الذي لم يذكره علناً هو انه يفقد الانتماء للمكان في القصور الكبيرة التي لايستطيع التنقل فيها ومعرفة تفاصيلها وتجهيزاتها لانه لايملك الوقت ولانه لايزورها ويعيش فيها بشكل مستمر وتنشأ له فيها ذكريات لأحداث حصلت هنا او هناك في منزله. تصبح باردة وغريبة عنه ولايعرفها جيداً وتتحول الى مايشبه الفندق المؤقت الذي لايمكن ان يكون منزلاً..
سياسيون، معروف عنهم تعدد الانتماءات الحزبية والفكرية والتنقل المستمر بين الخنادق، ضاعت هويتهم العقائدية واصبحوا بمثابة ” لاعب سياسي للأيجار” !!!
كلما استأجره حزب او حركة بدأ بالرقص على الشاشات مروّجاً او مهاجماً حسب مايطلب منه من استأجره..
ولاحظنا امثال هؤلاء على مدى ثماني عشرة سنة الماضية في العراق.