23 ديسمبر، 2024 6:17 ص

قال الرسول الكريم صل الله عليه وعلى اله وسلم : “اختلاف امتي رحمة“في التعددية والاختلاف سنة من سنن الله التي صيرها منهج لاتبديل له لما فيه من صلاح ومنفعة وتقويم واستنهاض الطاقات الكامنة وخلق روح التنافس .

فقد سن الله التعددية في المجتمعات الانسانية وخلق التكامل الذي يصنع الجمال وروح التنافس والابداع وهذه النعمة التي اودعها الله البشرية قد تكون ابتلاء ليخرج منها الغث من السمين منهم من يوظف هذا التعدد في الازدهار والتكامل والبناء المعرفي والتوازن الاجتماعي .

اذ يشكل التنوع الثقافي اصل من أصول البشرية ومنهم من يجعلة وسيلة لتنافر والتفرقة والتمايز وبذلك ينتج التفكك الاجتماعي والتشرذم.

سوف نبحر في ظلمات العنصرية وسوف غوص في هذا الوحل العكر الرائحة والمنطق.

دعونا نعرف العنصرية :

نوع من الاستعلاء النابع من شعور فئة بأنها عنصر سيد ثم مارسوا هذا الشعور الى الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي رفض جذري لوجود الآخرين فهي رفض من ناحية واستثناء من ناحية اخرى وتهدف الى التفوق على الآخرين ومنها نقول كل التصنيفات والتمايز والتفضيل المبني على الجنس واللون او النسب او الأصل القومي اوالعرق او الدين او اللغة او المذهب كل هذه التصنيفات تستغل لتجريد الاخرين من حقوق الانسانية.

ومن اسباب العنصرية :

1- استغلال الاستعمار الغربي للأقليات واعطائهم النفوذ.

2- شكل الرق وتجارة الرقيق سواد وخطيئة تتحملها البشرية عبر التاريخ وتعد جريمة في حقوق الانسانية.

3- نظريات تفوق بعض الاعراق والثقافات على غيرها وهي نظريات روجت ومورست في عهد الاستعمار.

4- غض النظر عن هذه الممارسات من قبل السلطات العامة والسياسية عامل يشجع على أدامة هذه الامور والممارسات.

5- الاستعمار قاد الى العنصرية والتميز العنصري.

هذه النفس العنصري ليس وليد هذا الوقت بل من اجيال وعصور متعددة وهنا نستحضر اليونان في العصور القديمة كان يعتبرون كل شعوب العالم برابرة وهم المختلفين عنهم ويقصد بالبرابرة اي شعوب منحطة .

حتى ان الفيلسوف اليوناني ارسطوا يقول ان جماعة معينة تولد حرة بالطبيعة وجماعات اخرى تولد لكي تكون عبيد ونلتمس هنا الحس الطائفي في مقولة ارسطو التي جاء بها مبرراً للعنصرية وكان العرب ايام الجاهلية يعتقدون انهم شعب كامل الانسانية والشعوب الاخرى اقل منهم لذا اطلقوا عليهم الاعاجم، الفرس كانوا يعتقدون انهم ارقى من غيرهم من البشر اذ كان الفيلسوف ماني يقول يجب على طائفة المادية ان تمتنع من اعطاء الخبز او الماء الى من ليسوا على دينهم لان ذلك اعتداء على ذرات النور

وهذه بعض الأمثلة على العنصرية العرقية التي لم تختلف من مكان واخر ونذكر أيضاً بعض العلماء اللذين ايدوا العنصرية العالم كارول يقول الزنجي كالحيوان او كاالألة ويؤكد قوله من الكتاب المقدس ويقول ان الزنوج ليسوا اعضاء في العائلة البشرية.

القس توماس طومسون 1772م نشر بحث يقول فيه بأن المبادئ الانسانية والشرائع السماوية تشجع على الاتجار بالرقيق.

دكتور هيوم 1711_1776 م يقول اني اميل الى الاعتقاد بان الزنوج احط بالطبيعة من العناصر البيضاء.

اثار العنصرية الاجتماعية والنفسية :

1- التعامل بازدراء ودونية.

2- التجريد من الحقوق الانسانية.

3- تضييق الحريات الاجتماعية والدينية.

4-عدم وجود قانون يحميهم من سوء المعاملة.

5- عدم توفير الفرص التعليمية والمساواة.

6- غير الاهلية الاجتماعية وتجريم الزواج من المخالف والمختلف.

7- الابعاد والاقصاء من الوظائف المرموقة وذات الاهمية.

8-عدم الحصول على الرعاية الصحية المناسبة : شكلت هذه القضية اهتمام الأمم المتحدة بعد مانتج عنها سيل من الدماء ونار احرقت الحياة الاجتماعية اعتمدت الدول الاعضاء في الأمم المتحدة في المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكره الاجانب ومايتصل بذلك من تعصب المعقود في 31 اغسطس الى 8 سبتمبر في ديربان جنوب افريقيا عدة توصيات وخطة عمل لمحاربة العنصرية واسبابها.

لذا اسهبنا في تعريف العنصرية واسبابها وطرقت أبوابها المظلمة

بعد كل ماتطرقنا له لنقف مع انفسنا ونتسائل :

1- هل انا عنصري؟

2-هل انا أمارس العنصرية تجاه الاخر؟

3- هل انا اجرد الآخر من حقوقة الانسانية؟

4-هل اجد في نفسي تفضيل وتعالي عرقي او طائفي؟

5-ماذا لو تعرض الشخص نفسه للتميز العنصري؟