لو سلمنا جدلا بضرورة الانفصال وتقسيم البلاد على اساس طائفي للمناطق بحجة مالحق بالمكونات العراقية من اذى خلال السنوات الماضية وعدم القدرة على التعايش وانتفاء الحاجة لوجود علاقة مشتركة بين السنة والشيعة والكرد فكيف يمكن حل المشاكل التي ستظهر خلال الشروع بهذه العملية وبعدها ؟ كيف يمكن حل مشكلة الحدود بين المحافظات وعلى سبيل المثال لاالحصر مشكلة مدينة النخيب التي يعلم الجميع انها كربلائية بأمتياز ومجاورة للانبار وقد قام صدام حسين بضمها الى الاخيرة ام كيف يمكن حل مشكلة مدينة الطوز وهي (كركوكية ) وتتبع الان اداريا حسب علمي لصلاح الدين .طيب نعود الى مشكلة القوميات والمذاهب فالشيعة ينتشرون في محافظات ديالى وكركوك والموصل وقد هجر قسم كبير منهم الى محافظات كربلاء والنجف وبابل والمحافظات الجنوبية وكذلك السنة موجودن في الناصرية والبصرة وغيرها من المحافظات التي يمثل الشيعة غالبية فيها ومعلوم ان لهذه المكونات تاريخ طويل وانتماءات جذرية مع الارض واملاك وزيجات وروابط فكيف يمكن حل تلك المشاكل .
ثم نأتي الى مشكلة تقاسم الثروة المائية وكلنا درسنا منذ الابتدائية او المتوسطة منابع ومجاري نهري دجلة والفرات والانهر الفرعية التي تصب فيهما حتى وصلهما الى كرمة علي والتقائهما في هذ المصب المشترك هل سيقطع السنة عنا الماء ام سنقطع عنهم النفط ام التمر ام نمنع دخولهم الى مدننا ردا على ذلك الامر ان سنستخدم مياه الابار .
ثم نأتي الى المشكلتين العويصتين وهما مشكلة بغداد وكركوك واذا سلمنا جدلا بان كركوك ستذهب الى كردستان فكيف ستحل مشكلة الاولى اي بغداد هل يمكن ان نقطع جسر الائمة الى نصفين بين الكاظمية والاعظمية ام هل سيمنع اهالي الاعظمية من زيارة سيدي ومولاي الامام موسى بن جعفر وهم بدورهم سيمنعون اهالي الكاظمية من الحضور للاحتفال بليلة المولد النبوي قرب جامع الامام ابي حنيفة النعمان . ام كيف يمكن ان نسلم رقابنا بادي سياسيين لازالوا يصرون على الظهور امام الكاميرات وهم يضحكون اثناء اجتماعاتهم مع كل المآسي التي نمر بها فهل يستطيع السني ان يفعل ذلك وهل يستطيع الشيعي ان يفعل ذلك ؟ هذا على المستوى الداخلي اما على المستوى الخارجي كيف يمكن لاقليم الوسط والجنوب ان يتعامل مع الخارج وامام تلك التحديات الهائلة وهو اقليم شيعي يجاور ثلاث دول سنية هي الاردن والسعودية والكويت ؟هل سنتجه للتحالف مع ايران ام مع امريكا واذا كان حكامنا خلال هذا العقد الاسود من الزمان لم يستطيعوا بناء علاقات جيدة مع دول العالم وخاصة دول الخليج وهم يمثلون دولة متعددة الاطياف ولديها امكانيات هائلة بشرية واقتصادية فهل سيستطيعون ان يتعاملوا مع دول كبيرة بحجمها السياسي والاقتصادي بعد ان يتولوا زمام الاقليم ؟اشك في ذلك . ان ما اذكره ليس من ترف القول وليس من اجل ان انشره فقط فهذه التساؤلات لم اجد لها جوابا او حلا شافيا منذ مدة طويلة ومع كل ماذكرت لااجد الا ان اقول ان التعايش المشترك ووضع حلول ناجعة للمشاكل في العراق من خلال زيادة صلاحيات المحافظات او شيء اخر يدفع خطر التقسيم الذي بدأت بوادره خلال هذه الايام العصيبة التي تتعرض فيها المناطق العراقية الى هزات اجتماعية عنيفة .