22 ديسمبر، 2024 7:13 م

التعاون وأثره في حياة المجتمع

التعاون وأثره في حياة المجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم , :{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائده) .

التعاون آلية تقوم بها مجموعة تعمل معاً بدافع المنفعة المشتركة.  على أساس من الحقوق والالتزامات المتساوية للمواجهة والتغلب على ما قد يعترضهم من المشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو القانونية ذات الوثيق المباشر بمستوى معيشتهم , سواء كانوا منتجين أو مستهلكين  و هو تجميع للقوى الاقتصادية الفردية وسلوك أنساني شوهد في مختلف العصور البشرية , لجأ اليه الانسان, وكان في الماضي والحاضر وسيلة للدفاع عن الحقوق لمكافحة الظروف الاقتصادية السيئة نتيجة النظم الاقتصادية المختلفة منذ بدء ظهور الثورة الصناعية والتطور التجاري في العالم , مما ساعد على ظهور طبقات الاقطاعيين والليبيراليين  والاشتراكيين

والتعاون بمفهومه العام يشمل

01المحافظة على البيئة المحيطة بك والمرافق العامة.

02الحرص على نظافة الشارع وجماله بعدم إلقاء المهملات فيه.

03الاشتراك في الجمعيات التعاونية ومنظمات المجتمع امدني  التي المجتمع وتقدم لهم العون.

04إعانة المحتاجين من زملائك بكل صورة ممكنة.

05نشر الفضيلة والسلوك الطيب بين زملائك.

06تقديم النصح لزملائك الذين يسلكون سلوكا غير أخلاقي.

وللتعاون فوائد منها :-

01ازدياد الروابط الأخوية بين الزملاء.

02إنجاز الأعمال في أسرع وقت وفي صورة جيدة، حيث يؤدى كل فرد ما يجيده ويحسن عمله.

03توفير الوقت وتنظيم الجهد، فبدلا من أن يتحمل فرد واحد مسؤولية إنجاز عمل ما، فإنه يوزع على آخرين لإنجازه، وهذا يعنى مجهودا أقل ووقتا أقل.

04إظهار القوة والتماسك، فالمتعاونون يصعب هزيمتهم، مثلهم مثل العصا يمكن كسرها إن كانت واحدة، ويصعب كسر مجموعة من العصى المترابطة.

05نيل رضا الله، لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

06يد الله مع الجماعة: فالله يكون معهم، وما دام الله معهم فلن يخسروا، ويكون النجاح حليفهم.

07القضاء على الأنانية وحب الذات، حيث يقدم كل إنسان ما عنده ويبذله للآخر عن حب وإيمان.

يقول بيرتراند روسيل {الأمر الوحيد الذي سيحرر البشرية هو التعاون.} .

ويقول أبو الطيب المتنبي :”ذو العقل يشقى في النعيم بعقله * * * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم”

وفضيلة التعاون تأتي من كونها عمل جماعي هدفه انساني لتقديم مساعدة لشخص آخر أوفائدة على المجتمع والناس , من خلال تبادل الآراء ومشاعر الدفء والحب وهي تعزز سلوكيات صحيحة وتزيد وعي الافراد وتساهم بالحرص على تفضيل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وخلق بيئة اكثر تفاهما في العمل , اما ان يكون بين فرد واخر أو مجموعة مع اخرى او شعب مع شعب ودولة مع الدول الاخرى أذن هي  فضيلة ثمينة بين الامم . ويعد التعاون مقياساً لقوّة وسلامة بنيان الجماعة، وقد يكون اجتماعياً للخروج من مشكلة ما، أو اقتصادياً لتبادل السلع، أو عسكرياً في الحروب والتصدي للعدوان، أو ثقافياً لتبادل المعرفة , وهو ضرورة من ضرورات الحياة، كون الإنسان مدنيّ بطبعه فهو لا يستطيع العيش بمفرده ويلبي متطلباته ؛ فالله تعالى خلق الإنسان ووضع فيه حاجته إلى الغذاء والبقاء، ولا يمكن للفرد أن يُلبيَ هذه الحاجات، ويواجه الأخطار المحيطة به إلّا من خلال تعاونه مع غيره من الأفراد، ومن فوائده أيضا يؤلّف بين الأفراد ويزيل الضغينة من قلوبهم، كما يساعد على إنجاز الأعمال الكبيرة التي يصعب على الإنسان تنفيذها بمفرده؛ ممّا يشعره بقوّته وأنه ليس عاجزاً أو يُشكّل عبئاً على المجتمع الذي يعيش فيه، والتَّعاون من الأمور التي تُشعر الفرد بالسعادة، ويدفعه إلى بذل كلّ ما لديه من جهدٍ وقوَّة، ويُجدّد طاقته وينشطه، كما يخلصه من الأنانية وحُبّ النّفس، ويُعدّ من أهمّ أسباب نجاح الإنسان وتفوّقهِ في حياته، و يُساعده على إتقان العمل الموكل إليه؛ لأنّه يتقاسم العبء والحمل مع غيره، كما يعني عمل الفرد مع غيره، فيعطيه الفرصة لاكتساب مهارات جديدة والاستفادة من خبرات الآخرين ممّن يعملون معه، وكذلك يساهم بتحقيق التّكافل بين الأفراد ممّا يؤدي إلى تماسك المجتمع وزياد قوَّته، ونشر المحبّة بين أفراده، وتحقيق الأهداف والغايات السامية، ويؤدي ذلك إلى نجاح المجتمع وتطوّره، ويظهر ذلك في أداء المعلمين لرسالتهم بكلّ إخلاص، والطلاب ببذل جهدٍ كبيرٍ في الدّراسة، والأُمهات والآباء في التوجيه والمراقبة، والعلماء والمُفكّرين بتطوير التّعليم، وأصحاب رؤوس الأموال بدعم الأبحاث والمشاريع العلميّة، والأطباء بالتّخفيف عن المرضى ومعالجتهم، والفلّاحين في حقولهم، والعمال في مصانعهم، وغيرهم من أبناء الوطن من التّاجر وعامل النّظافة والشرطي كلّ هؤلاء بتعاونهم يساهمون في المحافظة على المجتمعِ

من خلال :-

01التعاون بين أفراد المجتمع من شأنه تحقيق الخير لأبناء الوطن ومن ثم التقدم والازدهار.

02يعود التعاون بالنفع على الفرد حيث أنه يرتقي به بعيداً عن الأنانية.

03يساعد التعاون في تحقيق العديد من النجاحات والوصول إلى الغايات المرغوب في تحقيقها  بشكل أسرع.

04يساهم التعاون والتضامن في التخلص من الأزمات التي تصيب حياة الأفراد، والتغلب على الصعوبات والمحن التي يمرون بها.

05يشعر الشخص المتعاون بدوره في المجتمع وبأنه شخص فعال يمكن الاعتماد عليه في العديد من المهام الأساسية.

06يساهم في تقوية أواصر العلاقات المختلفة لما يبعثه من أثر نفسي إيجابي بين أفراد المجتمع.

وبإمكاننا إرساء مبدأ التعاون بين أفراد المجتمع ,لا بد من التنشئة عليه من الصغر، بالإضافة إلى إبراز فضله بالنسبة للكبار، وذلك من خلال مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها أبرزها ما يأتي:

01نشر ثقافة التعاون بين أفراد المجتمع وإبراز فضائله وأهميته بالأدلة العملية، وكيف استطاعت العديد من الدول تحقيق التطور والازدهار بفضل التعاون.

02تنشئة الأطفال منذ الصغر على التعاون، ويتجلى ذلك من خلال دور الأسرة والمدرسة.

يبقى دور السلطة التنفيذية في خلق أجواء وتشريع قوانين ودعم جهود وإرساء قيم وتقديم بحوث ودراسات وبرامج وعقد ندوات وورش عمل ,من شأنها ان تطور العمل الجماعي لخدمة المجتمع والوطن الذي نحن بأمس الحاجة اليه في ظرفنا الآني الذي يمر به البلد ’من تناحرات سياسية وتحديات مصيرية واجندات أجنبية وتفتيت اللحمة الوطنية , السعي الحثيث لخلق أجواء تعاون تساهم بردم الهوة واصلاح الشرخ ولملمة اللحمة بين ابناء المجتمع الواحد كفيل بتخطي هذه الهوة وعبور المحنة. { وقد حثَّ النَّبي (ص)   على التَّعاون ودعا إليه، فقال: ((مَن كان معه فضل ظهر، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد فليعد به على مَن لا زاد له )) . والسلام على من يعي السلام ويرد الجواب .