22 ديسمبر، 2024 9:56 م

التعاون بين دول المنطقة يقصم ظهر الارهاب

التعاون بين دول المنطقة يقصم ظهر الارهاب

للقاءات المستمرة بين دول المنطقة ظاهرة ايجابية سوف تكون لها نتائج جيدة على كل المستويات الامنية لان الارهاب اليوم يهدد امنها بالكامل وسوف تنبثق منها مردودات كبيرة على الارض فيما اذا كان هناك تنسيق جيد بين هذه الدول من ناحية ضبط الحدود المشتركة وتوحيد الجهود الاستخبارية من خلال انشاء غرف امنية متعاونة لايقاف تمددعصابات التكفير وايصال المعلومة في وقتها.
امواج من العنف ونشاط المجموعات الارهابية في الشرق الاوسط يزداد يوماً بعد يوم وتحتاج الى وقفة مشتركة من اجل ايقاف نموها والتي اخذت  تنتقل الى العالم اجمع ومن اهم اهداف هذه الحركات توجيه سهام التهديم والعنف لثقافة واقتصاد الشعوب ذات التاريخ والحضارة الانسانية ولولا الدعم الغير محدود من قبل بعض الانظمة داخل وخارج منظومة المنطقة لما وصلت الى هذه الدرجة من العنف والسطو والقوة .

      من هنا سوف يكون هناك في بغداد خلال الايام القادمة حراكاً لمواجهة (العنف والارهاب )  وسيشهد تطورا مهما في العلاقات الاقليمية بين الدول الثلاث ايران وسوريا والعراق. من اجل لملمت الجهود وتوحيد سياقات مسار مواجهة هذه الظاهرة السلبية والمنسوبة الى الاسلام ظلماً والتي لايمكن لاي بلد لوحده ان يجابه مثل هذه الظاهرة الخطيرة انما يستوجب تظافر الجهود بشكل جماعي لهذا الهدف

وللتواصل علی تعزیز تعاونهم والذي سوف يضعف المشروع الامريكي – الصهيوني لتقسيم المنطقة بعد تعرية اهدافه للعالم وتمهد الفرص للنشاطات المشترکة في محاربة الارهاب تضم مسؤولين  من العراق وايران وسوريا في واقع وتوقيت صحيح جاء بعد دراسة وتخطيط دقيق متزامن مع التطورات الاقليمية والدولية وتصب في مصلحة ومواقف وسياسات خاصة بعد ما ظهر في الافق ميل الدوائر الاوروبية والامريكية للاذعان لشروط التحاور مع الحلف السوري – الايراني والابتعاد عن خيار التغيير في خارطة الشرق الاوسط ولان الارهاب بداء يضرب مضاجعهم ويهدد مصالحهم كما حدث في ليون الفرنسية واعلان حالة الطوارئ في البعض الاخير من الدول  ( وهذا ما تحدثنا ونبهنا عنه ). وقد سبق وتم الاتفاق لتشكيل مجلس ثلاثي للتنسيق والتعاون لمكافحة التطرف والعنف في العلاقات الدولية والتي اعتبرتها نتجية حتمية للسياسات الخاطئة للدول المستكبرة واعادة قراءة الظاهرة الارهابية ووضع خارطة طريق لمحاربته والتعاطي بإيجابية مع الافكار الجديدة وبلورة الحل السياسي لانهاء الازمة .

     طبعاً ان الاطراف الثلاثة مصممة على الذهاب نحو التأسيس لعلاقة قوية ومترابطة وموحدة بين عواصمهم في التعقيدات السياسية والامنية التي تشهدها المنطقة ، واللقاء من الاهمية حيث يمكن ان تنتج عنه خطوات جديدة في مسار تحصين العلاقات في مابينهم لمواجهة القوى الدولية والاقليمية التي تريد النيل من هذه الدول المنضوية فيه من خلال عمل مشترك يفضي الى وضع اسس متينة لتعزيز العلاقات دون قيود ، والعمل على خفض حدة التوترات وارساء الامن والاستقرار والسلام وابعاد المنطقة عن الازمات .

ويعد الاجماع الدولي الحاصل في التعاطي مع الارهاب لاحساسهم بخطورته وبعد ان ساءت الاوضاع الامنية في كل من العراق وسورية ولبنان ومصر والكويت وتونس اخيراً وتمدد قوى الشر على الخطوط الحمراء المرسومة لها هو الدافع للوقفة هذه ، ويستدعي ايجاد استراتيجية مشتركة لدرء الخطر والارتقاء بالعلاقات الى اعلى درجات التنسيق لتوحيد الرؤى لمحابته والقضاء عليه بعد ان اصبح التعاون ضرورة ملحة لانه يمثل خطر حقيقي واستراتيجي مشترك لهذه البلدان ومنها الى الدول الاقليمية الاخرى.ان التعاون الجديد لاشك انه يؤرق جهات معادية للديمقراطية وحق الشعوب وحقوق الانسان وتقرير المصير وهو يثير هاجس الانظمة الاستبدادية ،وهذا اللقاء الثلاثي يترجم دورهم الاقليمي على ارض الواقع لانها القوى الاساسية في خندق التغيير والتقدم وبداية لتكوين تحالف اقليمي واسع مناهض للهيمنة والارهاب .

      كما ان اهداف التأسيس لمثل هذا التحالف لايتعارض مع اجندات المرحلة الراهنة مع قوى وحكومات الاعتدال الاخرى ويحظي بدعمهم وتعاطف القوة الدولية الخيرة في العالم وسوف يكون له الدور الريادي في بناء وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون والتنسيق مع كل الاطراف وهو تحصيل حاصل للواقع من حيث المبدأ ومتجاوب مع الظروف التي تشهدها المنطقة ويمثل عمقاً استراتيجياً بأتجاه شعوب دول الجوار وقواها الوطنية التي تعاني اغلبها الظلم والاستبداد وتشكل امتداداً لحالة الحرية وتعطي العنصر المهم لمستقبل المعادلة الاقليمية في ظل المتغيرات ، ومن هنا تبرز اهمية هذه اللقاءات للتواصل والتكامل بينها وبين الامتدادات الاقليمية ومن شأنها تعزيز قوى التغيير في ظل خلق اطار مؤسساتي ووضع اليات للتعاون والعمل السياسي الموحد في المرحلة المقبلة.

     الاثارة التي تحاول الرد على هذه اللقاءات لرفع المعنويات المنهارة عند الارهابيين والتعويض عن الهزائم التي الحقت بها الانتصارات المتلاحقة للجيش السوري والعراقي في ساحات القتال وبمشاركة جماهير شعوبها وهو الدافع الاخر وعلى الدول الصديقة  العمل للتشجيع على الحوار السوري – السوري بعيداً عن التدخلات الخارجية اذ لايمكن حل الازمة السورية والتي انعكست على الاوضاع الامنية في العراق إلا بالتركيز على الحل السياسي وهي ازمة كبرى يدفع ثمنها الشعبان السوري والعراقي قبل غيرهم  وبالطبع ان مقاومة الشعبين تم من خلال تبيان الوجه الحقيقي للارهاب وفضح نواياه للجميع والعالم يتابع هذه التجربة بأهتمام بالغ لانه يشكل عنصراً مهماً لمستقبل المعادلة القادمة في ظل المتغيرات حيث تبرز اهمية تنظيم عجلة التواصل والتكامل بين هذه البلدان وبين الامتداد الاقليمي الصديق من جهة ثانياً ، الجمهورية الاسلامية الايرانية لها دور فاعل لمكافحة التطرف والطائفية في الشرق الاوسط فمن الظرورة الافادة من طاقاتها مع وجود اعتقاد بأن تتوصل لحل ازمتها مع مجموعة 5+1 في المفاوضات الجارية حالياً والتي وصلت الى حالة متقدمة للوصل الى اتفاق يضمن حقها في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية وتعود بكل قوة لمكانتها الفاعلة في جميع الميادين ودورها الريادي في المنطقة كما كانت .الدول الثلاث هذه يمثلون العمق التاريخي والسياسي والجغرافي والبشري للمنطقة.

     التجاوب بالوقوف ضد الارهاب من قبل دول الخليج وبعد توسع الاعمال الارهابية لتصل مسجد الامام الصادق(ع) في دولة الكويت والسعودية التي اسست اساس الظلم والجور ( المناطق الشيعية المظلومة منها ) يستوجب اعادة النظر في التعامل مع هذه الافة الخطيرة والاستعداد للتعاون في سبيل القضاء على الارهاب امر مهم يحتاج الى وقفة صادقة وفتح صفحة جديدة ، لان الكلام والبيانات لاتجدي نفعاً ويجب ان تكون الاجراءات اللازمة على الارض ومن اهمها الابتعاد عن دعم ومساندة وايواء القيادات والنشطاء وعدم التعاون مع المجموعات الطائفية ورؤوس الفتنة وعدم تقديم المساندة لهم وغلق مكاتبهم والحد من عملهم ووقف التأييد الاعلامي تحت مسميات المقاومة والثوار وايقاف التاجيج والصراعات المذهبية وهي من الامور المقلقة والمحزنة وعليها ان تعي دورها وحجمها وموقعها وعدم الانجرار وراء الدول الامبريالية التي قد يزعجها التعاون الثلاثي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية ، فقد دفعت الامة الاسلامية والعربية ثمناً باهضاً نتجية هذه السياسات وما حدث من تدمير رهيب للبنية التحتية والتراث التاريخي والديني يُشعر الانسان بالالم والاحباط والغضب .

     مثل هذا التعاون الثلاثي يعزز الامل وينبئ بالخير لكل بلدان المنطقة حتى لاتكون ضحية للارهاب وتحفزهم للعمل ككتلة واحدة وعليهم التواصل وتقديم شيئاً ملموساً ويتطلب من العالم ان يوطد علاقات الصداقة والتعاون والتنسيق مع اطرافه امام التدخلات الخارجية التي تدعم الارهاب والمجموعات الارهابية المحلية والخارجية ومن بقايا البعث والتيارات الشوفينية المتطرفة