التعامل مع المجتمع هي اخلاق وليست موهبة

التعامل مع المجتمع هي اخلاق وليست موهبة

الحديث عن نابغة معين يكون عن التخصص الذي نبغ فيه ، وفي حياتنا ظهرت مواهب مثلا بالرياضيات ايام زمان في العراق كان عادل شعبان الذي يعطي نتيجة حاصل ضرب تسعة ارقام في مثلها . وهناك موهبة بالفيزياء او الكيمياء او الفلسفة وهكذا ، وكل هذه المواهب ممكنة الوقوع الا موهبة قراءة عقول الناس ومعرفة عادات الناس وحسن معاشرتهم لا يمكن لها ان تكون الا عبر ممارسة الاختلاط مع الناس لمعرفة احوالهم مع دراسة اخلاق السيرة النبوية والالتزام بها. وكذلك ادارة المؤسسات لها تخصصها لا يمكن لموهبة بالرياضيات ادارة مؤسسة قد يكون هنالك ضربة حظ لكنها ليست مضمونة .

الموهبة عندما نتحدث عنها لا يصح ان نقارنها مع اخرين ليسوا من نفس التخصص ، هذا اولا وثانيا هنالك علوم لا فائدة منها ان علمنا بها او جهلناها ، ومن بين العلوم التي هي اكثر جدلا في عدم الرغبة بها هي الفلسفة ، وحقيقة انا اراها علم الالهاء والمراوغة ، لكنها في الواقع موجودة ولها روادها .

هنا اقولها وللاسف الشديد ان من كتب عن سيرة السيد محمد باقر الصدر لاظهار نبوغه يحاول ان يجعله فوق الاخرين ، وهذا الامر غير صحيح ، وقد رايت في موسوعة ( محمد باقر الصدر سيرة ومسيرة ) فيها من الهفوات والانات ما يجعل القارئ الكريم امام حقائق غريبة ان صحت .

على سبيل المثال ان السيد الصدر يحضر بحث الخارج عند السيد الخوئي ليس لكي يتعلم بل ليشكل عليه ، وهو الذي يرجو من السيد مرتضى العسكري ان يحصل على اقرار خطي من السيد الخوئي يثبت اجتهاده . وهو الذي يذكر ان السيد الخوئي ذكر للسيد محمد باقر الحكيم بان السيد الصدر يتحدث عنه بسوء ، وقد انكر ذلك السيد وايده المؤلف الشيخ احمد ال زيد العاملي ، وهو بنفسه يعرض وثيقة بخط يد السيد يقول عن مرجعية السيد كثيرة السلبيات وضعيفة، وفي مكان اخر قرر أي السيد ان يتصدى للمرجعية للعمل على المرجعية الصالحة وهو الذي ذكر للشيخ عبد الهادي الفضلي لو الامر بيده يضع الوقود على الحوزة ويحرقها لانها اصبحت غير فاعلة ، ومع حركة السيد الصدر ذكر عدة تسميات للمرجعية منها المرجعية الصالحة ، المرجعية الموضوعية ، المرجعية الحقيقية ، المرجعية الذاتية ، يعني ان مرجعية السيد الخوئي لا تتصف بهذه الصفات .

نعم السيد الصدر نابغة وموهبة لا سيما كتابه فلسفتنا واقتصادنا والاسس المنطقية للاستقراء ، وهذه الثلاثة كان محورها الفلسفة ، والفلسفة التي ترفضها النجف ومنعوا الشيخ حسين البادكوبي من تدريس الفلسفة والاسفار وفلسفة الملا صدرا المتالهين ، لكن السيد الصدر استضافه في بيده ليعلمه الفلسفة لمدة خمس سنوات ،ومنها انطلق في مؤلفاته .

اما علاقته مع حزب الدعوة وتمرد كثير من اعضائه عليه حتى منهم السيد كاظم الحائري الذي طلب منه ترك الحزب واخيرا تبين لم يمتثل لامره وغيره ولما كشف امرهم من قبل البعثية وهم الذي يتواجدون ويترددون كثيرا على السيد الصدر اصبح السيد الصدر نقطة استهداف للبعثية ، ومن تمرد عليه ترك العراق وهرب .

في الموسوعة يذكر ان الدكتور زكي نجيب ينكر تواصله مع السيد بخصوص ترجمة كتاب الاسس المنطقية للاستقراء ويحاول المؤلف ان يفند هذا الراي وهو يذكر لاحقا ان السيد تواصل مع مترجمين من ايران لغرض ترجمة كتابه ولم يذكروا اطلاقا زكي نجيب ويبرر ذلك المؤلف ان الرسالة بين السيد ونجيب اتلفت او فقدت ولا يوجد لدينا دليل .

السيد الصدر لا يعترف بالبحوث الاصولية ولا البحوث الفقهية وقد كتب عنها حتى تعترف به النجف ، فهل هذا صحيح ، بل انه يرى دراسة الاصول مضيعة للوقت .

اقول ان حزب الدعوة الذي تحدثتم عنه كثيرا ها هو اليوم وبيده السلطة لم يكن موقفا في ادارته وحتى ان الكثير من العراقيين لا يميلون له ويكفي خلال عشرين سنة انشق عدة انشقاقات وقمت بحساب انشقاقاته في كتاب موسوعة المعارضة العراقية فوجدتها قرابة اربعين انشقاق .

اقول لا يمكن لاحد ان يستهين بعلمية المراجع ومنهم السيد محمد باقر الصدر الا ان حشر المناكفات بين الحواشي لتكون مصدرا لمن يريد ان ينال من المراجع هذا امر مرفوض جملة وتفصيلا وهو كان مادة موسوعة السيرة والمسيرة في اغلب مواضيعه الجدلية.