هناك نتائج عكسية ربما تترتب على التراخي والمماطلة في عملية الإصلاح والتغييرات التي أعلن عنها السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء، هذه النتائج تنذر بتداعيات خطيرة تهدد مستقبل العملية السياسية والنظام السياسي العراقي، وعليه لابد لصانع القرار العراقي والقوى السياسية أن يدركوا هذه السلبيات وآثارها المستقبلية وأن يحتكموا إلى لغة العقل والمنطق في إدارة الدولة وإلى إرادة الشعب لأن الشعب مصدر السلطات، وهو من يطالب بعملية الإصلاح الشامل ومصر عليها، ولايمكن القفز على تلك المطالب .
التعامل الواقعي مع المرحلة باعتبارها حدثا قائما ونافذا يتطلب قدرا كبيرا من الحكمة والموضوعية والحيادية في التفاعل مع معطياته وتداعياته. لاسيما بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وربما تصاحب هذه الاحتجاجات ردود أفعال عكسية تكون نتائجها خطيرة جداً. قد تأخذ الأوضاع أبعادا وأوجها متعددة، شرسة وانفعالية في بعض مفاصلها، تدعو معظم المراقبين للقلق والحذر والتوجس من انزلاق البلاد.
المهمة التي تنتظرها الجماهير بفارغ الصبر لتحسين ظروفها المعاشية والاجتماعية والدفاع عن المظلومية التي طال الشر ابنائهم من كل مكوناته ووقوفه بالضد امام ارادتهم وحقوقهم. لقد حكم حزب البعث الشوفيني البلد خمس وثلاثين سنة بالنار والحديد وارتكبت العشرات من المجازر الدموية وقتل الملايين من ابناء شعبنا وبالجملة وبدون ذنب يذكر من كل الاطياف الدينية والقومية وبكل قوة وقسوة وبطش وبأساليب همجية . ازالة النظام البائد أتاح فرصة تاريخية لكي يعبر الشعب عن حريته ويرفض كل قيد يمكن ان يفرض عليه. ان رفع شعار الديمقراطية والتخفي خلفها وغيره من الشعارات الخادعة لا تفيد بشيء و من يرفع شعاراً يجب ان يمتلك مصداقية ممارسته على الارض .
والمؤسف وبعد السنين التي زادت عن الثلاثة عشر عاما التي مضت من سقوط الطاغية وحزبه وازلامه والتغيير الذي حصل تنتظر الامة قرارات مهمة ومصيرية تغيير من الواقع وتدافع عن الضيم الذي لحق بأبناء هذا الوطن الجريح ولعلها تعيد له جزء من الحقوق المهضومة بتحديد الاولويات والابتعاد عن القرارات الهزيلة التي لاتشبع من جوع ولاتسمن والعمل من اجل تثبيت حقوقه ومصيره بحسب ما يرضي الضمير والعقل وهذا الذي لم نشاهده عند الكثير من القيادات السياسية التي تتحمل المسؤولية لوجود قنابل موقوتة تمثل امتدادا لذلك النظام المجرم وهم بوصلة الماضي المؤلم ولم تنجز إلا الخطوات القليلة والترقيعية والخجولة و شاهدنا من هو في العملية السياسية يقف الى جانب الظالم ويدافع عن داعش والقاعدة وازلام البعث وكان له دور خبيث في سيطرة الارهاب على نينوى ويقف امام تحرك الجيش العراقي والقوات المساندة له ويوجه اتهامات ظالمة بحقهم وما دفع الاهالي لفتح ابوابهم لايواء عصابات القاعدة والبعثيين والحركة النقشبندية الذليلة بممارسات رخيصة وبدعم خارجي وصاروا يتعاونون مع بلدان خارجية واقليمية وتقودهم في ادارة البلاد . ان عمالة بعض الساسة “المحسوبين على محافظة نينوى” لتركيا والجلوس مع قادتها ( دعا رئيس ائتلاف “متحدون” أسامة النجيفي تركيا خلال لقائه الرئيس التركي ارودغان وبحضور رئيس وزرائه احمد داود اوغلو خلال الايام الماضية إلى المشاركة في معركة تحرير مدينة الموصل التي بدأت حالياً من سيطرة تنظيم داعش ) مع العلم ان العلاقات العراقية التركية تشهد توترًا اثر توغل للقوات التركية في الاراضي العراقية، حيث قدم العراق شكوى رسمية ضد تركيا الى مجلس الامن الدولي في اواخر العام الماضي ضد هذا التوغل، لان العملية جاءت من دون علم السلطات العراقية وموافقتها ويخالف احكام ميثاق الامم المتحدة، ودعا العراق المجلس الى ارغام تركيا على سحب قواتها فوراً، وان يضمن بجميع الوسائل المتاحة الانسحاب الفوري غير المشروط الى الحدود الدولية المعترف بها بين البلدين، وعدم تكرار تلك التصرفات الاحادية التي تضر بالعلاقات الدولية، والتي تعرّض الامن الاقليمي الى مخاطر كبيرة، ولم تستجب ومصرة على فعلتها ، في هذا الوقت الذي تتضافر الجهود الخيرة الى جانب وحدة الجيش العراقي والقوات المسلحة مع البيشمركة والحشد الشعبي صاحب الارادة الحقة في المشاركة في تحرير الموصل من داعش وإعادة الأمن والآمان للعراق ، انها تصرفات مقززة ولامر محزن السكوت عليه (توغل قوات تركية في مناطق في شمال العراق) والطلب في التدخل في الشؤون الداخلية للبلد . وهو تصرف استفزازي وطائفي مفضوح وطلب غيرمنطقي وبعيد عن الوطنية لسياسي فاشل ويجرح الشارع العراقي لان مصير البلد بيد ابنائه وهم الاولى في الجلوس معهم لتقرير مصير الوطن ( واهل مكة ادرى بشعابها ) لا السقوط بأحضان دول معروفة الاهداف والمصالح وجزء من سياسة تقسيم المنطقة بالتعاون مع الصهيونية و واشنطن وبعض دول العار الخليجية ، اعلان البيعة لها والعزف على سيمفونية اتهام الحكومة بتهميش مكون مهم و معين وتصدير الطائفية الينا لانها تريد تفتيت الدولة ومن دعاة تاسيس الاقاليم على اساس المذهب والقومية والدخول الى العراق من باب التعاطف مع اخوة لنا نعتز بهم ويعتزون بنا عشنا على الخير معاً وزج البلد في مخاطر تعيشها المنطقة وسط تحديات اقليمية كبيرة وان يوجه المواطنون العراقيون اسلحتهم لصدور بعضهم الاخر وباطراف مخابراتية واموال مستمدة الدعم من دول طامعة بخيراته وعلى رأسها السعودية وقطر وتركية وبتوجيه من الموساد الاسرائيلي والمخابرات الامريكية وهذه لعبة لاتنطوي على معان سياسية شريفة ولن تمر على شعبنا ولن يصلوا الى اهدافهم وهم لايمثلون إلا فئة قليلة باغية . التقارب المصيري للقوى السياسية فيما بينها وتركهم الخلافات والعودة الى الدستور رغم السلبيات التي فيه لحل القضايا العالقة بين المكونات السياسية والقومية والدينية والعمل يداً بيد للبناء والاعمار واحساسهم بالمخاطر التي تمر بالبلد والتي تريد سرقة حريته ومصادرة استقلاله واعادته الى حاضنة الاستكبار والذل … والتقارب يعني شعوراً بالمسؤولية و ضربة موجعة لكل من يفكر بتقسيم العراق واسقاط العملية السياسية…. سلاماً ياارض العطاءات والخيرات ويا منار الشموخ والتحدي والثبات .