23 ديسمبر، 2024 2:46 ص

التظاهرات لا قيمة لها ولا معنى إذا فقد الإنسان قيمته والدولة هيبتها والقانون أثره في الحياة , وتسلطت على المجتمع القوى المتعددة المستبدة الرؤى والتصورات والمتزمتة بما تعتقده وتراه.
وفي بعض المجتمعات تغيرت الأنظمة المستبدة , وجاءت بعدها قِوى إستبدادية منفلتة ذات مسميات متنوعة , وغايتها واحدة تتلخص بالإستحواذ والخروج عن الدستور والقانون بإسم حالات ذهبت مع الريح منذ قرون.
وعندما يتمكن المتاجرون بالدين من فرض سيطرتهم على الناس , فأن التظاهرات لا تفعل شيئا لأنها ستكون قطعانية الطباع والسلوك وببغاوية المنطلقات والأهداف , ويمكن تحريكها مجتمعة كدمية واحدة , ما دامت تابعة قابعة في محراب مَن يتقنع بدين.
وقد أثبتت التظاهرات في المجتمعات المحكومة بالمتاجرين بالدين أنها تتسبب بتداعيات ولا تفضي إلى حل مشكلات , ولا يمكنها أن تتجاوز ما هو مطلوب منها , لتأكيد سلطة وقوة أدعياء الدين الذين يتخذون من البشر بضاعة رخيصة بلا قيمة ولا معنى سوى أنها تتبع وتقبع.
ولا يمكن للبشر التابع أن يصنع تغييرا أو يكون صاحب إرادة حرة , ومنطلق تنويري إيجابي يحقق المصلحة المشتركة , ويرفع رايات وطن وقيمة مواطنة , فتجار الدين لا يسمحون بذلك لأنه يتقاطع مع مصالحهم , كما أنهم يمتلكون القدرة على تحريك وإخماد القطيع أنى يرغبون.
ولهذا فأن القول بالتظاهر في مجتمعات أصابتها إنشطارات متعددة , وتقوقعت وتكيست في مشاريع التجارة بدين , يبدو أشبه بالهذيان ومن أساليب المخادعة والنفاق , لأن القائمين عليها هم مع الحالة التي يتمتعون بغنائمها ومعطياتها , ولكي يخدعوا الأخرين على أنهم ضدها , يطلقون التابعين لهم في تظاهرات لا تنجز شيئا وإنما تبدو وكأنها إستعراضية وحسب.
وإن توهم أحد المتظاهرين بأنه فعلا يتظاهر وينطق بمشروع الكرامة والقيمة الإنسانية , فأنه ينتهي في أقبية التعذيب والإهلاك , وإن إشتد أوار التظاهرات وخرجت عن المرسوم لها , إنطلقت الفتاوى التي تحرم كل سلوك يهدد أمن الدولة ويؤثر في الحكومة التي يتبارك بنعمائها كل متاجر بدين.
إنها لعبة التظاهرات في مجتمعات خانعة تحت أنظمة تدّعي الدينية والمذهبية , وغيرها من آيات التحزبية الدينية التي تخادع بها الآخرين , وتجني من ورائها أرباحا هائلة على حساب المنكوبين بحياتهم من المساكين المغرر بهم بإسم الدين.
فهل أن التظاهر صار في هذه المجتمعات من طقوس النفاق الديني المقدس؟!!