17 نوفمبر، 2024 2:30 م
Search
Close this search box.

التظاهر السلمي للنفس هو الجهاد الأكبر 

التظاهر السلمي للنفس هو الجهاد الأكبر 

جاء الإسلام في الأصل من أجل البناء، وهدفه تربية الإنسان،  فجهاد النفس مقدم على كل جهاد! وهذا ما كان يعنيه رسول الله صل الله عليه واله وسلم بقوله (الجهاد الأكبر )، فهو الجهاد الارفع والاسمى الذي يصارع فيه الإنسان نفسه الطاغوتية، من هذا الأساس يبدأ الإصلاح الحقيقي عند الإنسان،  تربية نفسه اخلاقيآ ودينيآ، حتى يميز بين العمل الصالح الذي فيه المنفعة العامة وليس الخاصة، حتى لا يكون انانيآ لايحب الخير الالنفسه،  ومن ثم يستقبح عمل الشكر الذي فيه العاقبة السيئة تضر فيه وفي المجتمع ، ليصبح أداة ضارة في المجتمع الإسلامي، وبأمكان الإنسان إصلاح نفسه مادامت لدية طاقاته الشابة، وروحه النقية، ومادامت جذور الفساد لم تشتد فيه! لكن إذا ماتاصلت جذور الفساد في الانسان، فسوف يستحيل الإصلاح، بناء النفس والتواصل بالقيم والفضائل الإنسانية فيها سينتصر في كل المراحل، وسيتم إنقاذ البلد بناء حقيقي ، عكس هؤلاء الذين يريدون من بلادنا الضياع من خلال فسادهم الاخلاقي و عقائدهم وأعمالهم، ولو اصلحوا ما بأنفسهم لما خانوا الشعب .
ما يجري اليوم من تظاهرات حاشدة في بعض المحافظات الجنوبية والوسطى، أختلف فيها الرؤى بين مطالب بالإصلاح والحقوق في الخدمات ، وبين معارض يريد لنفسه غايتها المنشودة،  وبين مخرب غادر لايهمه الا الدمار والتخريب، وما حدث من تصرفات من قبل البعض هي بعيدة كل البعد عن تطلعات الشعب ومطالبة، من أراد الخدمات ! عليه أن لا يخرب ولايحرق ، ولايقتل ولايسرق ، ويحافظ على ممتلكات العامة والخاصة لأنها ملك الجميع ، وهذا أشارت آلية المرجعية الدينية من خلال خطبة الجمعة، مساندتها للمتظاهرين ، بشرط المحافظة على سلمية التظاهر والحفاظ على المال العام لأنه ملك الجميع ، وسيعوض من قوتكم واموالكم .
فاسعوا جميعا لخدمة الإسلام والشعب ، لتبلغوا الجهاد الأكبر نهايته، ليصبح كل واحد منها مسؤولا ، ملتزما لخدمة نفسه ووطنة وشعبة، علينا أن ننتبه لوحدة الكلمة، لأنها هي سبب النجاح ، ولا نفترق فيما بيننا وأن نعمل بالآية الكريمة( واعتصموا بحبل الله جميعآ ولاتفرقوا) والحبل هو الإسلام، والعدالة الإسلامية هي من تنتصر ، ويتحقق من خلالها العدل والمساواة بين أبناء الشعب الواحد ،  واجبنا اليوم في ظل هذه الأزمات،  أن يسعى كل منا بجد لنبداء بتنفيذ القوانين على أنفسنا! فإذا لم نصلح أنفسنا ولم ننفذ ونحترم القوانين الإسلامية فلن نستطيع تشكيل الحكومة وتحقيق العدالة، علينا أن ننتبه إلى الخطط الشيطانية التي دست كما يدس السم بالعسل ، فلا تتحقق الغايات والأهداف الا بوحدة الهدف.

أحدث المقالات