23 ديسمبر، 2024 8:34 ص

التظاهرات وانتزاع الحقوق ..!

التظاهرات وانتزاع الحقوق ..!

 تنطلق غداً السبت تظاهرات جماهيرية في عموم المدن العراقية في استمرار منهجي للرفض القاطع للسرقات التي تستلب المال العام فيما يسمى رواتب تقاعد النواب والوزراء.
    ان الحقيقة التي تتجلى خلال السنوات العشر الأخيرتؤكد بما لايقبل الشك ان الطبقة السياسية واحزابها الحاكمة هي المسؤولة عن حجم الفساد والخراب الذي اصاب الوطن ، وتركوا المواطن بمواجهة غير متكافئة مع الجريمة والموت والأرهاب من جهة ، ومواجهة الأزمات المتراكمة والفقر والبطالة من جهة أخرى .
 ولانبالغ اذا قلنا ان ذروة المأساة الوطنية العراقية تتمثل بحكومة تتستر على الفساد والمفسدين ، وتعمل على عسكرة المجتمع وقمع الحريات واستباحة الدستور وانتهاك الحقوق التي يكفلها للمواطن .
  الحكومة بنزعتها الإستبدادية ومنهجها المعتمد على عدم احترام إرادة الشعب ، لاترعوي لمنطق المصلحة الوطنية العليا وحقوق المواطنين ، بل هي تصغي لصوت الإحتجاج والقوة وانتزاع الحقوق المنهوبة من قبلها .
    تظاهرات 31 آب الماضي لم تعط من نتائج سوى اقتراح قانون إلتفافي على إرادة الشعب وذلك عبر منافذ تحقق للسياسيين مكاسب اضافية فيما يسمة بالخدمة الجهادية ..! وميثاق (شرف) فاقد المعنى لأنه لايواجه المشكلة الحقيقية ويهرب من تشخيصها وعلاجها بروح من الإخلاص الوطني .
  تظاهرات 5/10ستقول كلمتها في التعبير عن غالبية الشعب العراقي ونمو شجاعة النقد وإرادة التغيير التي تحاول مصادرتها أحزاب السلطة في خداع مستمر ة تحت مسميات طائفية وأكاذيب وافتعال أزمات اضافية .
   فساد الحكومة وفشلها وضعف البرلمان وسرقة حقوق وثروات الشعب لم يبق للمواطن سوى ممارسة حقه في التعبير السلمي بالإحتجاج والتظاهر والعصيان المدني ، والضغط بأتجاه سحب الثقة من الحكومة وتعرية مفاسدها وفشلها وإنحرافها عن السلوك الديمقراطي .
   وربما ستعمد الحكومة كعادتها الى اتخاذ اساليب قمعية في تقويض مساحة التظاهر  ومنع التجوال واغلاق الجسور او استخدام القوة المفرطة والعنف بتفريق التظاهرات ، وهذا الأمر سيفاقم الغضب الشعبي ويجعل اساليب التعبير تخرج عن إطارها السلمي لتكافئ القوة التي تستعملها أجهزة القمع الحكومة .
  لذا نهيب بأفراد المؤسسة الأمنية والعسكرية عدم التورط بالدم العراقي ورفض أوامر القمع واستخدام القوة ضد ابناء الشعب ، لأنهم يتظاهرون من أجل مصلحتك ومستقبل أطفالك واسترداد الحقوق المنهوبة .
  مباركة جهود كل من دعا للتظاهر وشارك بتنسيقياتها وشعاراتها وانطلقت اصواتهم لتحذر الطغاة الجدد ، والنصر والمجد لجهود الشعب العراقي ونضاله من أجل استرداد حقوقه وحرياته .
[email protected]